أي إضافة سياسية متوقعة من المغترب اللبناني عندما يشارك في عملية الاقتراع والترشح في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان؟ وهل التسجيل للاقتراع، الذي تنتهي مدته في 20 نوفمبر، يبقى جيدًا أسوة بالسنوات الماضية؟

بيروت: ذكّرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية بأن مهلة التسجيل للاقتراع في الانتخابات النيابية اللبنانية 2018 تنتهي في 20 نوفمبر 2017، ودعت جميع المغتربين للتسجيل وممارسة حقهم بالاقتراع، ويبقى السؤال في هذا الخصوص ما مدى المساهمة الفعلية لاقتراع المغتربين اللبنانيين في الانتخابات النيابية المقبلة، وأي إضافة سياسيّة لهم في هذا المجال؟

يؤكد النائب نعمة الله أبي نصر في حديثه لـ"إيلاف" أنه في الاساس كانت هناك أزمة ثقة بين اللبنانيين المغتربين ووزارة الداخلية اللبنانية بالنسبة للإقتراع، لأنه في المرة السابقة سجّل بعض المغتربين ولم تحصل الانتخابات من قبلهم، والإقبال سابقًا كان خجولاً وضعيفًا جدًا، لأنه كان يُخشى من عدم إشراك المغتربين في الانتخابات اقتراعًا وترشيحًا، لكن يبقى أن الثقة عادت مع سياسة وزارة الخارجية الحالية وتعاطيها الجدي مع الإغتراب، ومع صدور قانون الانتخابات، بعدما كان مجرد اقتراحات في السابق، ودعا القانون الجديد من خلال وزارة الخارجية، اللبنانيين المنتشرين في الخارج الى تسجيل أسمائهم، وحتى الساعة هناك اقبال جيد مقارنة بالسنوات الماضية.

أهمية اقتراع المغترب

عن مدى اهمية إقتراع المغترب اللبناني في الانتخابات النيابية المقبلة، يشير أبي نصر إلى أن الأمر يبقى ضروريًا، وتأخرنا كثيرًا في لبنان في إقرار القانون، الذي يجيز للمغترب الترشح والإقتراع، وتم إهمال الموضوع لفترة طويلة، لأن الإغتراب يبقى جزءًا لا يتجزأ من الوطن لبنان، ولا ذنب للمواطن اللبناني المغترب أن يحرم من حقه في الترشح والإقتراع، وكل ذلك ربما لأسباب أمنية أو لسبب ضيق العيش هاجر اللبناني الى دول الخليج وإلى أوروبا وأميركا واستراليا، والإغتراب بدأ في الأساس عام 1924، مع هجرة ثلث الشعب اللبناني بسبب أزمة الحصار على لبنان وجبل لبنان من السلطات التركية، ونبقى أحفاد الثلث الذي صمد وبقي في أرضه، ويبقى ممنوع علينا أن نهمل حقوق الاغتراب والمغتربين في لبنان.

وللمغترب حق الإقتراع والترشح والتمثل في المجلس النيابي اللبناني، أسوة بكل الدول التي أبناؤها منتشرون في أصقاع العالم.

ويضيف أبي نصر كما للمغترب الحق في إستعادة الجنسية اللبنانية التي فقدها مع الزمن بسبب إهمال غير متعمد من قبله أو من قبل أهله، أو من خلال إهمال متعمد من قبل الحكومة اللبنانية، ونعرف أن لبنان منذ الاستقلال أهمل الإغتراب، بسبب مؤتمر لوزان حينها.

ويشير أبي نصر إلى أن القانون الانتخابي الجديد أقرّ 6 مقاعد للإغتراب، ولا ينفذ الا في الدورة الثانية، وكنا نأمل عدم التأجيل للدورة الثانية.

تعزيز 

عن العمل أكثر من أجل حث المغتربين اللبنانيين على الإقتراع أكثر في الانتخابات النيابية المقبلة، يؤكد أبي نصر أن الأمر يعود الى المغترب وعليه أن يتعلق ببلده اكثر، من هنا علينا كدولة لبنانية أن نشجعه أكثر على الأمر، ونجعله يعتاد على تراثه وجذوره وهي مسؤولية السلك الدبلوماسي، من خلال المؤتمرات وغيرها، وأيضًا تبقى مهمة رجال الدين في حث المغتربين على ممارسة حقوقهم وواجباتهم السياسية تجاه وطنهم الأم.

إضافة سياسية

عن الإضافة السياسية التي يعطيها إقتراع المغتربين بالنسبة للانتخابات النيابية المقبلة، يشير أبي نصر إلى أن الشباب في الإقتراب تحمسوا من كل الأحزاب، مع حث الجميع على التسجيل، مع وجود إهمال سابق من قبل وزارة الخارجية السابقة، وأهمية الموضوع أنه مع إشراك المغترب في عملية الانتخاب واختياره النائب الذي يريده إنما يستطيع بعدها ممارسة حق محاسبة هذا النائب، وكان يتمنى أبي نصر أن المرشحين في المستقبل بالنسبة للمقاعد الستة، أن يكونوا من المغتربين، من هنا نشهد تزاحمًا أكبر وحيوية أكثر.

وردًا على سؤال هل نأمل أن يصبح لبنان كسائر الدول الأخرى التي يقترع مغتربوها بكثرة في الانتخابات؟ يجيب أبي نصر أن الأمل كبير في تحقيق ذلك، أسوة بفرنسا وحتى سوريا ومصر والسعودية.