بكين: حض الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الصيني شي جينبينغ الخميس في بكين على تشديد الضغط على نظام بيونغ يانغ مشددا على ان الوقت ينفد لتسوية الأزمة حول برنامج كوريا الشمالية النووي.

وإذ أشاد ترمب مطولا بالرئيس الصيني، أعلن أن "بإمكان الصين تسوية هذه المشكلة بسهولة وبسرعة، فيما شدد شي من جانبه على ضرورة البحث عن تسوية عبر الحوار والتفاوض.

وقال ترمب في هذه المحطة الثالثة من جولته الآسيوية الطويلة بعد اليابان وكوريا الجنوبية "الوقت يضغط، وعلينا التحرك بسرعة".

وتابع "آمل أن تتحرك الصين بصورة أسرع وأكثر فاعلية من أي طرف آخر حيال هذه المشكلة"، شاكرا نظيره الصيني على جهوده للحد من المبادلات التجارية مع كوريا الشمالية وقطع كل الروابط المصرفية معها.

ولم يوضح الرئيس الذي تدنت شعبيته في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية بعد عام فقط على انتخابه، سبل التوصل الى "حل" في شبه الجزيرة الكورية، لكنه أشاد مطولا بمحادثاته "الممتازة" مع شي.

وقال "على العالم المتحضر أن يوحد صفوفه لمواجهة الخطر الكوري الشمالي"، داعيا "جميع الدول التي تتسم بحس المسؤولية" لوقف تمويل نظام بيونغ يانغ "القاتل" ووقف المبادلات التجارية معه.

والصين التي تعتبر الشريك التجاري الأكبر وشبه الحصري لكوريا الشمالية، هي في موقع أساسي للضغط على نظام كيم جونغ أون الذي أجرى في مطلع سبتمبر تجربة نووية جديدة.

عجز "مثير للصدمة"

أما شي الذي عزز موقعه خلال المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، فاكتفى بالتذكير بالتزام بلاده بقرارات مجلس الأمن الدولي.

وإن كانت بكين صوتت على العقوبات الأخيرة التي أقرتها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، فإن واشنطن تطلب منها المضي أبعد من ذلك وقطع شريان بيونغ يانغ الاقتصادي.

وشكلت كوريا الشمالية موضوع إحدى أولى التغريدات التي اخترق بها ترمب الحظر المفروض في الصين على تويتر وفيسبوك وغوغل، فكتب "لا تقللوا من شأننا. ولا تمتحنوننا".

وإذ شدد على ضرورة تطوير العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، ألقى ترمب اللوم في العجز التجاري الأميركي "المثير للصدمة" حيال الصين على أسلافه في البيت الأبيض وليس على بكين.

وبلغ الفائض التجاري للعملاق الآسيوي تجاه الولايات المتحدة في الأشهر العشرة الأولى من السنة 223 مليار دولار، بحسب أرقام الجمارك الصينية.

وفي غياب اي طروحات ملفتة كفيلة بإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية الثنائية، ابدى ترمب ارتياحه لتوقيع مجموعة من الاتفاقات التجارية بقيمة إجمالية تزيد عن 250 مليار دولار.

وبعد زيارة خاصة إلى "المدينة المحرمة" الأربعاء، أقيم حفل استقبال حافل صباح الخميس للرئيس الأميركية والسيدة الأولى ميلانيا عند مشارف ساحة تيان انمين في قلب بكين.

وكتب ترمب مساء الاربعاء في غريدة "شكرا على ما بعد الظهيرة والأمسية اللتين لا تنسيان".

ويغادر ترمب بكين صباح الجمعة متوجها إلى فيتنام حيث سيعرض رؤيته ل،"منطقة الهند والمحيط الهادئ الحرة والمنفتحة" في خطاب ينتظر بترقب شديد.

واعلن مستشار الكرملين يوري اوشاكوف الخميس ان لقاء جديدا سيعقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره ترمب الجمعة في فيتنام على هامش قمة دول آسيا المحيط الهادئ "آبيك".

إلا أن موقفه بالنسبة لسياسة الصين تجاه دول المنطقة هي التي تترقبها هذه البلدان التي لا تزال تحت وقع صدمة الانسحاب الأميركي من اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، في وقت تعتبر الولايات المتحدة وزنا مقابلا للنفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة.