«إيلاف» من بيروت: تسلط الاضواء حاليًا على رئيس الحكومة السابق تمام سلام الذي عاد الى بيروت آتيًا من الخارج للمشاركة باجتماع لرؤساء الوزراء السابقين في دار الفتوى.

ويبدو سلام غير متحمس لخوض الانتخابات النيابية فضلاً عن كونه شخصية وسطية حظيت بقبول مختلف الأطراف خلال مرحلة رئاسة للحكومة إبان فترة الفراغ الرئاسي التي دامت سنتين ونصف السنة.

ووفق المداولات الجارية، فإن الحديث حاليًا عن تشكيل حكومة جديدة من تكنوقراط برئاسة سلام، واجراء انتخابات نيابية، مشروط بإعادة التوازن الى سياسة لبنان الخارجية عبر خطوات مطلوبة من حزب الله تعيد للبنان وجهه العربي الناصع والا فإننا سنواجه حالة فراغ مفتوحة.

ومع عدم حماسة كل من حزب الله والتيار الوطني الحر في تشكيل حكومة من تكنوقراط في لبنان لإجراء الانتخابات النيابية، أكد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا أن "الحكومة الحيادية والتكنوقراط هي أفضل حل لاجراء الانتخابات وإعادة التأكيد على إعلان بعبدا ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية".

المهمات السابقة

ويبقى السؤال هل نجحت حكومات التكنوقراط السابقة بالقيام بمهامها في لبنان؟ يجيب النائب إيلي ماروني في حديثه لـ"إيلاف" "يجب السؤال هل نجحت الحكومات السابقة كلها بالقيام بمهامها؟ نحن أمام عجز حكومي شامل منذ سنوات طويلة حتى اليوم، وليست هناك حكومة واحدة نفذت بيانها الوزاري، أو قامت بانجازات وذلك منذ العام 1992 حتى اليوم، أين الكهرباء والمياه ومكافحة التلوث ومكافحة الفساد المستشري، حتى الفساد في الإدارة اللبنانية وغيرها من الأمور، لذلك قبل محاسبة حكومات التكنوقراط يجب محاسبة الحكومات السياسية، فهل هذه الأخيرة نجحت في أمر ما؟

السياسة والطائفية

وردًا على سؤال في بلد تحكمه السياسة والتوازنات الطائفية أي دور لحكومة تكنوقراط في لبنان؟ يلفت ماروني إلى أن حكومة تكنوقراط تكون مهمتها إنماء لبنان الذي يحتاج إلى الكثير من الإنماء المتوازن، الإنماء العادل والشفاف، ومكافحة الفساد، والتعامل مع كل الأطراف السياسية مع اعتماد المساواة، والوقوف على مسافة متوازنة من كل الأطراف.

ثقافة

ما هي الثقافة التي يجب أن تتواجد من أجل تعزيز فكرة حكومة تكنوقراط في لبنان؟ يؤكد ماروني أن في لبنان الكثير من الكفاءات، ولبنان يملك الكثير من الكفاءات العلمية المشهود لها بثقافتها وبتقنيتها تستطيع القيام بدورها في حكومة تكنوقراط على أكمل وجه.

ويضيف ماروني ليس هناك أحد لا يلم بالسياسة في لبنان حتى التكنوقراط ملمون أيضًا بالقضايا السياسية.

دور سلبي

عن دور الحكومات السياسية السلبي في تنشيط الطائفية والمحسوبية في لبنان، يرى ماروني أن كل فريق يعمل لحسابه وكل وزير كان يمثل حزبه وطائفته في الحكومة بامتياز، وحاولنا معالجة الأمر لكننا كنا نرى كل وزير يحشد للمحسوبين عليه، ولم يكن هناك توازن طائفي، ولا توازن وطني في مختلف الإدارات.