أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد سلسلة تغريدات مثيرة على تويتر مهاجمًا "الحاقدين والأغبياء"، الذين يمارسون ألاعيب سياسية في العلاقة مع روسيا، ومعلنًا أنه لن يقدم أبدًا على وصف زعيم كوريا الشمالية بـ"القصير والبدين"!.

إيلاف - متابعة: كان حساب ترمب على تويتر قد هدأ بعد مغادرته واشنطن للقيام بجولة آسيوية تشمل خمسة بلدان، قبل أن ينشر ست تغريدات صباحية متتابعة، قبيل حفل استقبال له في هانوي.

جيدة لأميركا
شملت التغريدات موضوعات عدة، تبدأ من العلاقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جهود الصين لكبح برنامج كوريا الشمالية النووي، وصولًا إلى واحدة ساخرة حول بناء "صداقة" مع زعيم كوريا الشمالية.

صوّب الرئيس الأميركي سهامه نحو الذين ينتقدون جهوده لإقامة علاقة عمل قريبة مع الرئيس الروسي، بعدما التقى بوتين مرات عدة على هامش قمة آبيك، وإن بشكل وجيز.

وقال ترمب في تغريدة: "متى سيدرك كل الحاقدين والأغبياء أن العلاقة الجيدة مع روسيا هي أمر جيد، وليس سيئًا. إنهم يمارسون دومًا ألاعيب سياسية - أمر سيئ&لبلدنا". تابع: "أريد أن أحل (أزمات) كوريا الشمالية وروسيا وأوكرانيا والإرهاب، وروسيا بإمكانها تقديم مساعدة هائلة!" في هذا الشأن.

وخلال رحلته إلى هانوي، قال ترمب للصحافيين على الطائرة الرئاسية إنه يعتقد أن بوتين كان صادقًا عندما أبلغه نفيه التدخل في الانتخابات الرئاسية. كما ركزت تغريدات ترمب على كوريا الشمالية وطموحاتها النووية، التي كانت الموضوع الأبرز في كل محطة من محطاته الآسيوية.

إهانات متبادلة
وردًا على وصف مسؤولين كوريين شماليين له في الإعلام بـ"الرجل العجوز"، أظهر ترمب خيبة أمل من هذا الهجوم الشخصي للقائد الكوري الشمالي الشاب.

وكتب ترمب: "لماذا يُقدم كيم جونغ أون على إهانتي من خلال نعتي بـ+العجوز+ في حين أني لن أُقدم يومًا على نعته بالقصير والبدين؟، حسنًا، أنا أحاول جاهدًا أن أكون صديقه، وربما هذا قد يحدث يومًا ما!". وهناك حساسية بالغة في كوريا الشمالية إزاء أي تعليقات مهينة للسلالة الحاكمة في البلاد، حتى لو كانت على سبيل الدعابة.

منذ انتخابه رئيسًا، تبادل ترمب وكيم جونغ أون الإهانات والتهديدات بالقيام بضربات عسكرية، ما أثار المخاوف من اندلاع نزاع مسلح.

وفي تغريدة أخرى، قال ترمب إن الرئيس الصيني شي جينبينغ وافق على تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي. وكتب ترمب إن "الرئيس الصيني شي أعلن أنه سيشدد العقوبات ضد كوريا الشمالية. وقال إنه يريد منهم نزع أسلحتهم النووية. لقد تم تحقيق تقدم".

لم يكن واضحًا إن كان ترمب يشير إلى تصريحات للرئيس الصيني، قد يكون أدلى بها خلال القمة بينهما في بكين الخميس، أو خلال لقائهما في آبيك، لأن الصين لم تتناول موضوع العقوبات ضد كوريا الشمالية في الأيام الماضية.

التوسط لحل خلاف بحر الصين الجنوبي

كما أبلغ ترمب نظيره الفيتنامي الأحد أنه مستعد للمساعدة على حل الخلاف حول بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، والذي تدّعي الصين سيادتها على معظمه.

وقال ترمب للرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ خلال زيارة رسمية إلى هانوي: "إذا كنت&باستطاعتي المساعدة على التوسط أو فضّ الخلاف، يرجى إبلاغي بذلك، أنا وسيط جيد جدًا".

ندعم استخباراتنا في قضية التدخل الروسي

إلى ذلك أكد ترمب الأحد دعمه لوكالات الاستخبارات المركزية الأميركية، التي تشتبه في تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية في بلاده للعام 2016.

وقال ترمب أمام صحافيين في هانوي: "أنا أثق بوكالاتنا الاستخباراتية"، وذلك ردًا على سؤال حول نفي الرئيس فلاديمير بوتين لأي تدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. تابع ترمب: "أما في ما يتعلق بما إذا كنت أصدقه أم لا، فأنا مع وكالاتنا. أنا أثق... بوكالاتنا الاستخباراتية".

وكان ترمب حرص السبت على تسليط الضوء على نفي بوتين للاتهامات الموجّهة إلى روسيا بالتدخل في تلك الانتخابات، وإثر لقاء بينهما، بدا ترمب وكأنه يريد الإيحاء بأنه يعتقد فعلًا بأن بوتين صادق.

لكن قادة الاستخبارات الأميركية كانوا أبلغوا الكونغرس بأن روسيا حاولت بالفعل التأثير في حملة الرئاسة الأميركية لمصلحة ترمب، وهو موقف كرره السبت مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه مايك بومبيو.

وقد أثارت المحادثات بين ترمب وبوتين تكهنات كثيرة على مدى يومين في مدينة دانانغ الساحلية، حيث كانا يشاركان في قمة منتدى دول آسيا والمحيط الهادئ "آبيك". وشهدت العلاقات بين الرجلين تعقيدات، تسببت بها شكوك في تواطؤ بين الكرملين ومقربين من ترمب، فضلًا عن سلسلة من الخلافات بين البلدين.&