نصر المجالي: دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش الذي افتتح به اليوم الأحد، دور الانعقاد الثاني لمجلس الأمة الـ18، إلى الاعتماد على الإرادة والإمكانيات والطاقات الذاتية لمواجهة التحديات بعزيمة وتصميم، "فلن يقوم أحد بإيجاد الحلول لمشاكلنا إلا نحن أنفسنا". 

وأثنى الملك عبدالله الثاني على منجزات الفترة الماضية في المملكة بإقرار حزمة نوعية من التشريعات الضرورية التي شملت عدة قطاعات ومجالات حيوية، ضمن جهودنا الدؤوبة لتطوير أداء الجهاز القضائي، وتعزيز سيادة القانون، وترسيخ ركائز الدولة المدنية. 

ودعا إلى الاستمرار بهذا النهج القائم على التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق مزيد من العمل البنّاء والمسؤولية والتشاركية.

منجزات

وقال العاهل الأردني: وإذ نقف اليوم في بيت الديمقراطية الأردنية الراسخ، فإننا نستذكر بالفخر والاعتزاز آخر المنجزات التي حققها الأردنيون بانتخابهم المجالس البلدية ومجالس المحافظات، والتي تدشن التجربة الأردنية في تطبيق اللامركزية سعياً نحو تعميق الديمقراطية، وتولي الهيئات المحلية سلطات أوسع في صنع القرار التنموي. كما جاءت ترجمة لنموذج الإصلاح التراكمي والثابت، الذي تميز به الأردن وتمسك به الأردنيون وسط تحديات إقليمية غير مسبوقة.

وفي الخطاب، ذكّر الملك عبدالله الثاني بالمحاور والأولويات التي وردت بشكل مفصل في التقرير الذي قدمته الحكومة في يونيو الماضي حول أهم أعمالها على مدى عام، والبيان الوزاري، وكتابيّ التكليف للحكومة، "وهي تتطلب من مجلسكم الكريم الأولوية والاهتمام رقابة وتشريعًا خدمة للمواطن الأردني، الذي طالما كان أمنه وكرامته وحقه بغد أفضل الهدف الأساسي لكل جهد يبذل".

الحكومة الالكترونية

وأكد أنه من أجل تحقيق هذه الأولويات على الحكومة أن تعمل على تنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي للأعوام القادمة، والتي أقرتها بهدف استعادة زخم النمو، والاستفادة من كل الفرص المتاحة إقليميا ودوليا لرفع مستوى معيشة المواطن وتمكين الطبقة الوسطى وحماية الأسر ذات الدخل المتدني والمحدود، وأن تستمر في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى التركيز على تنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية، وصولا إلى هدف حكومة لا ورقية.

وقال الملك عبدالله الثاني: وقد أكدت على أن النهج الحكومي لا بد أن يتوخى الشفافية والواقعية، دون تراخٍ أو تردد، ومع الانتهاء من مرحلة إعداد الاستراتيجيات والخطط فلا بد أن يركز النهج الحكومي على التنفيذ الفاعل، فلن يقوم أحد بإيجاد الحلول لمشاكلنا، إلا نحن أنفسنا، فلا بد أن نعتمد على إرادتنا وإمكانياتنا وطاقاتنا في مواجهة التحديات أمامنا بعزيمة وتصميم.

تماسك وتكاتف

ونوّه إلى "أن نجاحنا في المضي قدما على طريق النمو والازدهار والتصدي لقوى الظلام وخوارج العصر لم يتحقق إلا بفضل تماسك وتكاتف الأردنيين والأردنيات".

واستذكر العطاء الموصول للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية الساهرين على أمن الوطن وحماة عزه واستقلاله، فلهم منا جميعا تحية الإجلال والتقدير لتضحياتهم وبطولاتهم والالتزام بدعمهم وتمكينهم من القيام بمهامهم الجليلة.

وفي الأخير، شدد الملك عبدالله الثاني على أن الأردن سيستمر بالنهوض بدوره التاريخي في الدفاع عن قضايا أمتـينا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.