أبو ظبي: حظي موضوع القوة الناعمة بجلسة خاصة في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، حيث ناقش المشاركون مفهوم القوة الناعمة وتبني دولة الإمارات لهذا المفهوم.

الدكتورة نوره الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، قالت إن جاذبية نموذج دولة الإمارات تعوضها عن محدودية الديمغرافيا والجغرافيا، حيث طرحت الدولة نفسها كنموذج للتنمية والتعايش وسعت لتكريس مقوماتها الاقتصادية والثقافية والانسانية كدولة منفتحة على الثقافات، وهي الجهود التي كرست مؤخرا بتشكيل المجلس الأعلى للقوة الناعمة.

الكعبي اعتبرت أن مكتسبات القوة الناعمة يجب ان تحمى بالقوة الصلبة وهو ما فعلته الإمارات في مشاركتها في التحالف الدولي للحرب على داعش وهو ما يعد شكلاً من اشكال حماية عناصر القوة الناعمة، المتمثل في الإسلام المعتدل.

الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، تحدثت عن أبرز مكونات القوة الناعمة في الإمارات والمتمثلة في كونها النموذج الاتحادي الوحيد الناجح في المنطقة اضافة الى نجاحها الاقتصادي والحوكمة الرشيدة وانفتاح دولة الإمارات على العولمة ودعم الاسلام الوسطي.

التعليم وإدارة المعرفة

كما سلطت الدكتورة الكتبي الضوء على المكونات الكبرى للقوة الناعمة الإماراتية والمتمثلة في التعليم وإدارة المعرفة، والإعلام الذي ينجح في مخاطبة المتلقي في القرن الواحد والعشرين، إضافة إلى المكون الثالث وهو التدريب المستدام لنقل المهارات وتنميتها.

وانطلقت اليوم فعاليات «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي» الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة الأميركية ومركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا، من أجل الإسهام في تطوير فهم التوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية.

ويأتي الملتقى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية، اذ ينعقد في أعقاب الحدث السياسي التاريخي الذي تمثل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية، حيث ستكون القضايا التي طرحتها القمة على طاولة نقاش الملتقى كقضية التطرف والإرهاب ودور إيران التخريبي في المنطقة.

وتركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتسلط جلسات هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.