أبو ظبي: شكل مستقبل الإسلام السياسي وقضايا التطرف والإرهاب محاور النقاش في الجلسة التاسعة لملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الرابع، حيث رأى مشاركون أن الطرح لكل جماعات الإسلام السياسي هو طرح واحد رغم ما يبدو من اختلاف الوسائل بينهم.

الدكتور رضوان السيد، استاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت، قال إن استخدام الدين في السياسة يضر بالدين أكثر من ضرره بالسياسة وإن بعض الشعبية المتبقية لجماعات الإسلام السياسي تعود بسبب الأفكار التي دأبوا على نشرها خلال نصف القرن الماضي.

أما الدكتور عبدالله ولد أباه، استاذ الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة نواكشط، فيرى أن إعلان بعض جماعات الإسلام السياسي فك الارتباط بين الجانب الدعوي والجانب السياسي ليس إلا تعبيراً عن المأزق الذي باتت تعيشه هذه الجماعات بعد أن فشلت في التأقلم مع المجال السياسي الذي تسعى لدخوله بكل قوة.

الدكتور مصطفى العاني، مدير برنامج دراسات الأمن والإرهاب في مركز الخليج للأبحاث، قال إن التطرف والإرهاب هما من نتائج الظروف السياسية فعلى سبيل المثال أدى الغزو السوفيتي لتشكيل القاعدة، بينما أدى المشروع الإيراني لتشكيل المليشيات الشيعية المسلحة.

وانطلقت أمس الأحد فعاليات «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي» الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة الأميركية ومركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا، من أجل الإسهام في تطوير فهم التوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية.

يأتي الملتقى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية، اذ ينعقد في أعقاب الحدث السياسي التاريخي الذي تمثل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية، حيث ستكون القضايا التي طرحتها القمة على طاولة نقاش الملتقى كقضية التطرف والإرهاب ودور إيران التخريبي في المنطقة.

تركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتسلط جلسات هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.