واصلت فرق الإغاثة الإيرانية جهودها الاثنين بحثًا عن ناجين محتملين من الزلزال العنيف الذي ضرب مساء الأحد غرب إيران ومناطق عراقية عدة، وأدى إلى سقوط 421 قتيلًا على الأقل وآلاف الجرحى في الجمهورية الإسلامية.

إيلاف - متابعة: مع هبوط الليل واجهت السلطات تحدي إيواء وإطعام عشرات آلاف الاشخاص المجبرين على المبيت خارج منازلهم لليلة الثانية على التوالي. وقالت مساء الاثنين السلطات الايرانية إن عمليات الانقاذ انتهت عمليا، في حين قررت الحكومة اعلان الثلاثاء يوم حداد وطني.

احتياجات فورية
سجّل معظم ضحايا الكارثة في ايران، حيث بلغ عدد الضحايا، بحسب حصيلة موقتة عند الساعة 17:45 (14:15 ت غ) 413 قتيلًا ونحو 7370 جريحًا، في محافظة كرمنشاه الحدودية مع العراق.

ومع أن سكان بغداد والعديد من المحافظات العراقية شعروا بعنف الزلزال، الا ان الحصيلة الرسمية للضحايا في العراق كانت اقل بكثير، واستقرت عند 8 قتلى و336 جريحًا.

وقال الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري في تصريح للتلفزيون الايراني، اثناء زيارة للمناطق المنكوبة، "الحاجات الفورية للناس تتمثل اولًا في خيمة وماء وغذاء".

أضاف "ان المباني التي شيّدت حديثًا قاومت بشكل جيد، لكن المنازل القديمة الطينية انهارت تمامًا"، معبّرًا عن الأمل في ان تنتهي عمليات تنظيف ورفع الأنقاض قبل حلول الظلام. ولم تحصل وكالة فرانس برس كغيرها من وسائل الاعلام الاجنبية على ترخيص لدخول المناطق المنكوبة الاثنين.

دمار بنسبة مئة بالمئة
اظهرت صور واشرطة فيديو نقلتها وسائل الإعلام الايرانية ان العديد من المجمعات السكنية الحديثة قاومت بشكل جيد الزلزال، في المقابل تعرّضت المنازل المنخفضة الى اضرار كبيرة.

حدد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7,3 درجات قرب الحدود مع العراق على بعد 50 كلم شمال مدينة سربل ذهاب الاكثر تضررًا من الزلزال، وحيث سجل 280 قتيلا. وتم انتشال ام وطفلها من بين الانقاض في هذه البلدة، بحسب وسائل الاعلام المحلية.

وقال مسؤولون محليون إن نصف مدارس هذه المدينة، التي تضم 85 الف نسمة، اصيب باضرار وكذلك المستشفى. وفي ناحية دالاهو المجاورة، دمر العديد من القرى بشكل كامل، بحسب ما افاد الحاكم المحلي لوكالة تسنيم.

وقالت الحكومة انه تم ارسال 22 الف خيمة و52 الفاً من الأغطية ونحو 17 طناً من الارز ومئة الف من المصبرات الى المكان. كما تم توزيع اكثر من 200 الف قارورة مياه.

طرقات مفتوحة
واكدت السلطات المحلية عصر الاثنين ان كل الطرقات التي كانت اغلقت بسبب انهيارات ارضية في محافظة كرمنشاه، اعيد فتحها، لكن الكهرباء لاتزال مقطوعة عن سربل ذهاب، بحسب التلفزيون العام. وامر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الحكومة والقوات المسلحة باستنفار "كل الامكانات" لمساعدة السكان.

واشارت وسائل اعلام عدة الى مشاركة مئات من سيارات الاسعاف وعشرات المروحيات العسكرية في عمليات الانقاذ. وتم اجلاء 200 جريح الى طهران جوًا لتلقي العلاج.

وفي دربندخان البلدة الاكثر تضررًا في العراق، دعت السلطات سكان جنوب البلدة الى المغادرة، وذلك بسبب مخاوف من تضرر سد. وقال مسؤول محلي لفرانس برس "لم نشهد هذا الامر منذ قرن على الاقل".

وافاد معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران ان 150 هزة تلت الزلزال، بينها عشرون فاقت قوتها 4 درجات، اقصاها 4,7 درجات على سلم ريختر. وتقدمت سوريا والامم المتحدة والمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا بتعازيها. وعرضت المانيا والامم المتحدة المساعدة.

... ومدارس مغلقة
واغلقت المدارس ابوابها الاثنين في المحافظات الايرانية الحدودية مع العراق. وفي كرومنشاه، حيث اعلن الحداد ثلاثة ايام، ستبقى المدارس مغلقة الثلاثاء.

الزلازل ظاهرة مألوفة في ايران. وكان زلزال 2003 (31 الف قتيل) دمر مدينة بام (جنوب) التاريخية. اما زلزال 1990 فقد اوقع 40 الف قتيل في شمال البلاد، ولايزال عالقًا في اذهان الناس.

ونقلت وكالة ايسنا عن مسؤول عن الشؤون الثقافية في كرمنشاه ان خمسة معالم أثرية في المحافظة تعرّضت لأضرار طفيفة، معربا عن ارتياحه لعدم تعرّض موقع مدرج على لائحة اليونسكو "لأي ضرر".