للمرة الثانية يتم تعليق ملف الغاز والنفط في لبنان، وبعد استقالة الحريري الأخيرة يطرح السؤال جديًا هل ضاعت فرصة التنقيب عن النفط والغاز في لبنان وذهبت الى غير رجعة؟

إيلاف من بيروت: للمرة الثانية يتعطل المسار الذي كانت تسلكه وزارة الطاقة والمياه في لبنان ويعلّق ملف التنقيب عن النفط والغاز، المرة الأولى تجلّت باستقالة حكومة نجيب ميقاتي بينما كانت 51 شركة عالمية تتهيأ للدخول في مزايدة التنقيب، والمرة الثانية تجلّت في استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بعدما انهت وزارة الطاقة جولة التراخيص الاولى والتي أثمرت عن تقديم مزايدتين من كونسورتيوم مؤلف من ثلاث شركات كبيرة في التنقيب عن النفط والغاز.

والسؤال الذي يطرح اليوم، بعد استقالة الحريري هل تضيع فرصة التنقيب عن النفط والغاز في لبنان؟ يستبعد الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الأمر، ويقول لـ"إيلاف" إن الفرصة لن تضيع، خصوصًا بعد مقابلة الحريري الأخيرة التي أعلن فيها أنه قد يعود عن استقالته أو أن يقبل بتشكيل حكومة جديدة باتفاق جديد بين الأطراف.

ويلفت حبيقة إلى أن النأي بالنفس مطلوب وهذا ما سيحصل، وقال الحريري إنه سيعود ونأمل بذلك، وبالتالي قد يعود عن الإستقالة ويبقى الإتفاق الحالي للتنقيب عن النفط مع تأخير بسيط في الموضوع، ولا تطير عملية التنقيب عن النفط لكن قد تؤجل حتمًا حتى تعود الأمور السياسية الى سابق عهدها.

شفافية

ولدى سؤاله كيف يمكن اليوم التعامل بشفافية في موضوع التنقيب عن الغاز في بحر لبنان والعمل به بجدية؟ يعتبر حبيقة أن استقالة الحريري لا تزيد أو تنقص من الجدية في معالجة الموضوع، وبالتالي الجدية في البحث بموضوع التنقيب عن النفط لا تتغير، ورغم الإستقالة لا يرى حبيقة أن لبنان جاهز فعليًا اليوم للتنقيب عن نفطه في البحر، والجدية إذا وجدت في ملف التنقيب عن النفط إنما سنراها بعد الانتخابات النيابية في لبنان، بعد مايو، مع حكومة جديدة ونفس حديث قد نرى أن التنقيب عن النفط في لبنان سيبحث بجدية، بحسب نتيجة الانتخابات.

اسرائيل

عن كيفية استثمار لبنان لنفطه بعيدًا عن الطمع الإسرائيلي في هذا الموضوع، يلفت حبيقة إلى ضرورة أن يستعجل لبنان في التنقيب عن نفطه، واستثماره ولا نزال متأخرين، علمًا أن الطمع الإسرائيلي موجود في نفط لبنان وفي مجمل الأمور اللبنانية، من مياه واقتصاد وغيرهما، اسرائيل تريد أن تأخذ مجمل الأمور من درب لبنان، وعلينا في موضوع الغاز والنفط أن نكون بقدر المسؤولية، لكن للأسف، لسنا كذلك بسبب الخلافات الداخلية وطمع البعض وجشعه.

وعلينا الاستعجال في البت في الموضوع ومنذ 50 عامًا نتحدث عن وجود نفط في بحر لبنان، وحتى الساعة لم يُعمل جديًا على استخراجه.

الفساد

عن كيفية استثمار لبنان لنفطه أيضًا بعيدًا عن المحسوبية والفساد والرشاوى، يشير حبيقة الى ضرورة اتباع المثال النروجي في هذا المجال، فالنروج تضع كل إيرادات النفط في صندوق سيادي وهو يوظف في الأسواق المالية وغيرها، والعائد من هذا الصندوق يدخل ضمن موازنة الدولة، وبالتالي هكذا يجب أن نفعل في لبنان، وعلى هذا الصندوق السيادي يتم تأليف لجنة تشرف عليه من أصحاب الإختصاص والنزاهة، وليس ممثلين للأحزاب.

فضلاً عن مثال النروج يمكن أن يحذو لبنان أيضًا حذو أبو ظبي، وكذلك السعودية وغيرهما.

عن امتلاك لبنان طاقات بشرية متخصصة لاستثمار نفطه، يلفت حبيقة الى امتلاك لبنان طاقات هائلة في هذا المجال وهم موجودون في لبنان وخارجه، من أمثال راي عيراني على سبيل المثال، وهو من أهم خبراء النفط من الطراز الأول، وغيره كثيرون.