نصر المجالي: تقول تقارير إن إيمرسون منانغاغوا النائب السابق لرئيس زيمبابوي، قد يكون وراء الانقلاب العسكري على روبرت موغابي الذي كان طرده في الأسبوع الماضي بعد صدام حول من هو الأوفر حظا لرئاسة البلاد. 

وتم طرد منانغاغوا، والمعروف أنه سياسي لا يرحم، ويشتهر بلقب "التمساح"، يوم الاثنين 6 نوفمبر 2017، بعد عقود من وقوفه إلى جانب في موغابي، وذلك في صراع على السلطة، حيث كان ينظر إليه المرشح الأوفر للرئاسة، إلا أن السيدة الأولى غريس موغابي بدت في الآونة الأخيرة كأنها أكثر حظاً منه.

وأصدر منانغاغوا بيانا يوم الاربعاء الماضي، قال فيه إنه هرب من البلاد بعد تهديدات بالقتل، وأضاف أنه أصبح "سيء السمعة" بعد أن كان ولاؤه للرئيس فقط. وقال "أود ان يعرف أشقائي المواطنين أنني الآن خارج البلاد وآمن". وفى البيان، اتهم أيضا السيدة الأولى غريس موغابى بـ "نشرها أخبارا مزيفة" عنه.

وفي الشهر الماضي، حذر موغابي من احتمال حصول انقلاب عسكري، قائلاً إن "حلفاء منانغاغوا يهددون أولئك الذين لا يدعمونه".

موغابي ونائبه المطرود الذي انقلب عليه 

 

سيء السمعة 

يذكر ان منانغاغوا (75 عاما) هو شخصية سيئة السمعة ويخشاه الناس في زيمبابوي بعد ان قاد حملة شرسة ضد المعارضين فى ثمانينيات القرن الفائت بمساعدة لواء الجيش الخامس المدرب من كوريا الشمالية.

وقالت تقرير لصحيفة (ديلي ميل) اللندنية إن من الأمثلة الغريبة على العلاقة المضطربة بينهما، اتهم منانغاغوا، غريس موغابي بإعطائه آيس كريم مسموما في حفل أقيم الشهر الماضي، مما أصابه بالمرض. وردت غريس الطامحة للرئاسة على منانغاغو بأنه ثعبان "يجب أن يضرب على رأسه" وذلك بعد الصدام بين الاثنين. 

منانغاغوا يؤدي اليمين أمام موغابي وفي الصورة غريس موغابي

 

حملة دموية

يذكر أن منانغاغوا كان قاد حملة كبيرة في منطقة في ماتابيليلاند، في جنوب غرب زيمبابوي العام 1983 وهي تعتبر معقلا للمنافس السياسي لموغابي، جوشوا نكومو، واتهم موغابي اعضاء حزب نكومو بسلسلة من عمليات القتل والهجمات على الممتلكات فى البلاد.

وخلال الحملة العسكرية بين عامي 1983 و 1987 - التي عرفت فيما بعد باسم غوكوراوندي (أو "المطر المبكر الذي يغسل قبل هطول أمطار الربيع") - قتل عشرات الآلاف من المدنيين.

وكان اللواء الخامس المدرب من جانب فرق من كوريا الشمالية مسؤولا عن الفظائع التي شملت أيضا تعذيب واغتصاب عشرات الآلاف من الأشخاص في ماتابيليلاند.

وفي إحدى المناسبات، في مارس 1983، ذبح اللواء الخامس 55 شخصا - على ما يبدو عشوائيا - على ضفاف نهر سيوالي. وأفيد بأن الجنود أجبروا ضحاياهم على حفر قبورهم قبل إطلاق النار عليهم.

ويشار إلى أنه كان تم توقيع اتفاق بين كوريا الشمالية وموجابى لتدريب اللواء الخامس فىياكتوبر عام 1980 عندما اجتمع رئيس وزراء زيمبابوى موغابي مع كيم ايل سونغ.

وقد وصل أكثر من مائة من الكوريين الشماليين بعد ذلك بعام لتدريب قوات النخبة في جيش زيمبابوي.