أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن أساس الأزمة في لبنان هو حزب الله، من خلال اختطافه النظام اللبناني، ومحاولة فرض سلطته ونفوذه على لبنان، وعرقلته للعملية السياسية فيها، مشيراً إلى أن الحزب أداة في يد الحرس الثوري الإيراني، تستخدمه في بسط نفوذه.
 
إيلاف من الرياض: قال وزير الخارجية السعودي إنه إذا استطاعت لبنان أن تحجم دور حزب الله ستكون بإذن الله بخير، لكن إذا استمر على هذا النهج فسيستمر عدم الاستقرار ويجعل الوضع خطر في لبنان.
 
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم في مقر الوزارة بالرياض، أن هناك إجماعاً عالمياً على أن حزب الله يجب أن يتعامل معه بوسيلة أو بأخرى، ويجب عليه أن يحترم القوانين وسيادة لبنان ونزع السلاح.
 
وأكد الجبير أن المملكة وفرنسا تربطها علاقة ممتدة منذ أكثر من 100 سنة, مشيراً إلى تطابق الروئ فيما يتعلق بالتحديات في المنطقة، سواءً ما يختص بالقضية الفلسطينة أو لبنان وسوريا والعراق واليمن وتدخلات إيران في شؤون المنطقة, أو فيما يتعلق بمواجة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى رغبة البلديين رفع مستوى هذه العلاقات وتكثيفها في كل المجالات.
 
وثمن الجبير موقف فرنسا بشأن استهداف مليشيات الحوثي لمدينة الرياض بصاروخ باليستي بدعم من حزب الله، مثمناً موقف فرنسا فيما يتعلق بدعم لبنان، ودعم الاستقرار في سوريا، وفيما يتعلق بالسعي لإيجاد حل في اليمن مبني على قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
 
وأوضح وزير الخارجية الجبير أن الحريري يعيش في المملكة بإرادته، مؤكداً أن عودة الحريري للبنان ستكون برغبته وحسب تقيمه للأوضاع الأمنية هناك، مؤكداً أن اتهامات المملكة باحتجاز رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، اتهامات باطلة وغير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة، مبيناً أن الرئيس الحريري مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني، ويزور المملكة ويعيش فيها بإرادته، ويستطيع أن يغادرها متى ما أراد.
 
من جهته أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن سعادته بزيارته للمملكة، مشيراً إلى أن زيارته تندرج في إطار شراكة قديمة ومتينة، مؤكداً عزم بلاده على تعزيز هذه الشراكة وتقويتها في المستقبل.
 
سوريا والحل السياسي
ولفت الوزير الفرنسي النظر إلى اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد وإلى المبادلات والمباحثات الثنائية مع وزير الخارجية، مؤكداً تطابق وجهات النظر في عدة جهات، مؤكداً حرص فرنسا على استقرار لبنان وسيادته، ورغبتها في التنسيق مع المملكة لعودة لبنان إلى وضعه الطبيعي.
 
وبشأن وقف الهجمات على سوريا أكد وزير الخارجية الفرنسي أهمية التحضير لحل سياسي في سوريا يحترم السلامة لكامل الأراضي السورية، ويحترم مختلف مكونات الشعب السوري وجميع الطوائف.
 
وأوضح أنه جرى استعراض الوضع الإنساني في اليمن والاجراءات التي يجب اتخاذها للعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، كما جرى استعراض الأزمات الإقليمية والعمل على الإسهام في حلها خاصة الوضع في سوريا والعراق، معرباً عن ارتياحه الكبير بهزيمة داعش، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تحديات جديدة منها السعي لإيجاد حل مستدام وحماية السكان على تنوعهم.
 
وأبان أنه جرى التطرق أيضاً إلى دور إيران وتصرفاتها التي تبعث على القلق، خاصة تدخلاتها في الأزمات الإقليمية، إلى جانب البرنامج الباليستي الإيراني.
 
وقال لودريان "حددنا معاً أسلوب عمل لتتمكن فرنسا على مرافقة المملكة في الاصلاحات الطموحة في إطار رؤية 2030 خاصة في المجال الاقتصادي وتعزيز شراكتنا ليكون ذلك في مصلحة البلدين".