الفاتيكان: دعا البابا فرنسيس الى قداس في كاتدرائية القديس بطرس الاحد اربعة آلاف مهمش لمشاركته في اليوم العالمي الاول للفقراء.

ويرى البابا الارجنتيني الذي اطلق هذه المبادرة بعد اختتام "يوبيل الرحمة" في نوفمبر، ان الكنيسة شبيهة "بمستشفى ميداني من سماته انه ينشأ في الاماكن التي يتحارب فيها بنو البشر".

وفي ساحة القديس بطرس حول فعليا هذه الصورة الرمزية الى واقع عندما افتتح بصورة مؤقتة بمناسبة اليوم العالمي للفقراء مستوصفًا طبيًا مجانيًا سارع المشرّدون الى زيارته.

من هؤلاء المشردين، إليسا الشابة الايطالية التي تتحدر من بيمونتي (شمال شرق). وتقول انها تعيش في الشارع منذ سبتمبر مع كلبها الذي يصاب بالفزع عندما تختفي صاحبته في شاحنة طبيب النساء.

وقالت المريضة الاخرى، الرومانية نيكوليتا بوسيوتش التي تتقاسم مسكنا مع إحدى صديقاتها "اريد ان اساعد البابا الاحد". ويستطيع المشردون الذين يستقبلهم متطوعون في شاحنات مجهزة، الاستفادة من مختلف انواع الرعاية: التحليلات السريرية وأمراض القلب والأمراض الجلدية وامراض نسائية وامراض معدية.

ويقول بياترو سولينا طبيب الامراض الجلدية المتطوع في أحد مستشفيات روما، انه لا يواجه عادة هذا العدد من الاصابات بالحروق والطفيليات او الجرب. واضاف هذا الطبيب الشاب بينما كان يوزع المراهم والنصائح، ان "كثيرا من المشاكل تنجم من نقص النظافة لدى الاشخاص الذين يضطرون للعيش في الشارع".

تتولى كاتيا المتطوعة من جمعية "ميزيريكورديا دي ايطاليا" التي جاءت من توسكاتا (وسط) قبل ثلاثة ايام، توجيه شاب خجول اتى لتسلم نتيجة فحص الدم الذي أجراه. وقالت "انا اتفق مع البابا، انه رجل بسيط".

وقد وصلت متأخرة للزيارة المفاجئة التي قام بها البابا بعد ظهر الخميس لمستشفاها الميداني. وشكر الحبر الأعظم الذي كان يبتسم للأطباء والمتطوعين جهودهم، ورحب بفقراء كانوا ينتظرون دورهم لدخول العيادة.

غداء احتفالي في الفاتيكان
في رسالة طويلة اعدت مسبقا لهذا اليوم وستوزع على عدد من الكنائس، طلب البابا من المؤمنين "مد ايديهم الى الذين يطلبون المساعدة ويطلبون تضامننا". وكتب ان "هذا اليوم يهدف الى تحفيز المؤمنين للرد على ثقافة التبذير، واعتناق ثقافة اللقاء".

لكن البابا وسع رسالة "الأخوة" لتشمل الجميع، بمعزل عن انتمائهم الديني. وقال "إنهم الناس ويا للأسف الذين اقاموا الحدود والجدران والأسوار، فخانوا الهبة الاصلية للارض المخصصة للبشرية من دون اي استبعاد".

سيدعو البابا الاحد ايضا 1500 فقير الى تناول الغداء معه في قاعة في الفاتيكان، بينما سيوزع 2500 آخرون على اقسام اخرى لتناول طعام اعده طباخ مكلف الوجبات الرسمية للفاتيكان. وهم يأتون من روما وضاحيتها، وايضا من فرنسا (باريس، ليون، نانت، انجيه وبوفيه) ومن بولندا (وارسو وكراكوفيا) واسبانيا (سولسونا) وبلجيكا (مالين وبروكسل) ومن اللوكسمبور.

وكان البابا الارجنتيني الذي انتخب في 13 مارس 2013، ويعرف جيدا متاعب مدن الصفيح في بلاده، اعلن انه يريد "كنيسة فقيرة للفقراء". وأوضح بذلك لماذا اختار القديس فرنسوا الأسيزي لحبريته. وسارع هذا البابا الى اقامة زوايا للاستحمام من اجل المشردين في رواق برنان بساحة القديس بطرس.

وقبل سنة، مد البابا سجادة حمراء في الفاتيكان لحوالى 3500 مشرد ومرافقيهم الذين أتوا من 22 بلدا اوروبيا. وقال آنذاك "اطلب منكم المغفرة للمسيحيين الذين ينظرون في الاتجاه الاخر امام شخص فقير او حالة فقر".