خاص بـ"إيلاف" من بيروت: بعد أسبوعين على تقديم استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، وصل سعد الحريري الى العاصمة الفرنسية باريس قادما من الرياض استعدادا للتوجه الى بيروت مجددا.

وكثرت التساؤلات حول خطوات زعيم تيار المستقبل في الأيام القادمة، هل سيعدل عن استقالته، اما انه أراد خلط الأوراق السياسية في لبنان من جديد، علما بأن عودته الى بيروت تأتي مع موجات كبيرة من التضامن معه.

الأهم مصلحة لبنان

في هذا الاطار، يقول معتز زريقة، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل "ان الرئيس سعد الحريري لا ينظر الى المسألة على انها تتعلق بوجوده في الحكومة او خارجها، فالأهم بالنسبة اليه مصالح لبنان وشعبه".

وتابع قائلا: "لم يكن الحريري يوما طامحا الى مجرد شغل منصب معين، بل كان دوما يتطلع إلى تقدم البلد وازدهاره ولو تتطلب هذا الامر ان يخسر من رصيده، وهناك شواهد كثيرة تدل على ان الحريري لم يتردد في تقديم الخيارات الوطنية الكبيرة على المصالح الضيقة والشعارات العقيمة التي رفع شعارها البعض في السنوات الأخيرة".

ابعاد لبنان عن الصراعات

واكد زريقة "ان كل ما يريده الحريري في هذه المرحلة هو ابعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية والمحاور، وعدم الانجرار والتدخل في مسائل الدول العربية الأخرى".

أضاف: "لا يمكن لعاقل ان يصف موقف الرئيس الحريري بأنه انحياز لمحور على حساب اخر، همّه الوحيد لبنان وشعب لبنان والحفاظ على علاقات اخوية مع الاشقاء العرب نابعة من الاحترام المتبادل".

هذا ما سيبلغه لعون

هل سيقدم الحريري استقالته رسميا فور عودته؟

في هذا السياق، يشير عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل إلى ان الرئيس الحريري "سيبلغ رئيس الجمهورية بأسباب استقالته، وسيربط عودته عنها بضرورة عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، واتباع سياسة النأي بالنفس، وطرح المواضيع الخلافية على طاولة الحوار للمباشرة بحلها".

وأكد زريقة ان التاريخ يؤكد ان دول الخليج التي وقفت ولا زالت الى جانب لبنان لم تطلب منه أي شيء، وتريد فقط ان ننأى بأنفسنا ونبتعد عن الخلافات الكبيرة في المنطقة، ولا يكون هذا البلد بمثابة خنجر في خاصرة الدول العربية".

ولفت زريقة إلى ان "تيار المستقبل الذي أسسه الرئيس الشهيد، رفيق الحريري، وُجد ليبقى، وهو تيار وطني عابر لا يقف عند حدود طائفة او منطقة، ويضم كافة شرائح المجتمع".