إيلاف من القاهرة: أثارت المقابلة التليفزيونية التي أجراها الإعلامي عماد أديب مع متهم في حادث الواحات البحرية الذي أدى إلى مقتل 16 من قوات الأمن المصرية بينهم ضباط في جهاز الأمن الوطني والقوات الخاصة، الكثير من غضب أسر الضحايا. وأعلنت أسرة أحد الضباط أنها تحتفظ بحق الرد القانوني على أديب أمام القضاء، بسبب بث تلك المقابلة.

وأصدرت الأسرة بيانًا جاء فيه: "نحن أسرة الشهيد الرائد عمرو صلاح الدين- من قوة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي-الذي لبى نداء ربه، واستشهد فداء للوطن يوم الجمعة، الموافق 20 أكتوبر2017، في الواقعة المعروفة إعلاميا بمعركة الواحات، أن ما قام به الإعلامي عماد الدين أديب، وشبكة قنوات الحياة، من استضافة الإرهابي المجرم عبد الرحيم المسماري، قد أساء إلينا جميعا".

وأضافت: "بما أن المجرم القاتل قد اعترف تفصيليا باشتراكه في العملية، التي أسفرت عن استشهاد 16 من خيرة رجال مصر، لقوا ربهم وهم يؤدون واجبهم، فإن ظهور مثل هذا المجرم قد تسبب في ضرر نفسي ومعنوي شديد لنا. وبناء على ما سبق نعلن أننا نحتفظ بحق الرد القانوني على الإعلامي عماد الدين أديب، وشبكة قنوات الحياة أمام المحاكم المصرية".

ووصف شادي صلاح الدين، الصحافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، شقيق الضابط عمرو صلاح الدين، أحد ضحايا الحادث، المقابلة بأنها "جريمة في حق أسر الشهداء".

وأضاف في تدوينة له عبر فيسبوك "أنه يشعر بالغضب، بسبب استضافة أديب للإرهابي القاتل". وتابع: "حاولت أن أجد أي مبرر وفشلت، وكنت قد قررت ألا أتابع اللقاء، ولكن ضيفًا أجبرني على متابعته إكراما له".

ووجه اللوم إلى عماد أديب، وقال: وللأسف لم أجد أي شيء في اللقاء، سوى كلمات:

1- "السلام عليكم" في بداية الحوار...كويس يا عماد بيه أن تقرأ قاتل السلام؟!!

2- يا سيدي !!! "على فكرة سيدك ده إرهابي يا عماد بيه"

3- مش قصدي أقلل منك!!

واستطرد شادي قائلًا: "لن أدخل في جدال حول ما قاله أو ما رد عليه، وهل هي جلسة مراجعة دينية أو استتابة لأنها ببساطة لا موضوعها ولا مكانها، ولا المحاور مؤهل لذلك، ولكنني ظللت طيلة الحلقة التي استمعت لها ويعلم الله ما بي انتظر القنبلة التي ستعطي أي مبرر ولو كان ضعيفًا لأن يظهر هذا الشيء على تلفزيون ويسمعه العالم، ولكن لم أجدها"، على حد تعبيره.

وأضاف شقيق الضابط الراحل عمرو صلاح الدين: "توصلت لحقيقة واحدة أن السيد أديب عاد إلى أرض الوطن أخيرا، وحمد الله على السلامة وندعو الله أن تكون آخر الأزمات، ولكن السيد أديب بحاجة إلى لقاء يجذب أنظار المشاهدين جميعا إلى البرنامج وإلى القناة التي كانت قد ماتت ولم يعد يتابعها أحد، وتقرر أن يتم استضافة إرهابي قاتل على شاشته من أجل مبدأ تجاري إعلاني "فرقعة إعلامية" دون أي اعتبار لمشاعر أسر الشهداء ولا للألم والغضب الذي قد يشعرون به إذا شاهدوه".

وكان الإعلامي عماد أديب، استضاف المتهم الليبي المتهم بحادث الواحات، عبد الرحيم المسماري، في حوار بثته قناة "الحياة"، نهاية الأسبوع الماضي، وقال فيه: "إنه ليس قاتلا، وإن هدفه كان إقامة دولة الخلافة، مؤكدا أنه رفع السلاح ضد من أسماهم الكفار بناء على علم وليس عن جهل".

وكشف المسماري، ، تفاصيل المعركة الجوية التي خاضها الأمن المصري ضد التنظيم التابع له في طريق الواحات، وأفضت إلى مقتل 16 من أفراد الشرطة، في 20 أكتوبر الماضي، وأسر النقيب محمد الحايس.

وقال المتهم الليبي البالغ من العمر 25 عاما والحاصل على بكالوريوس في اللغة العربية، إنه استقر مع زملائه 10 أشهر داخل منطقة الواحات، واستطاعوا استقطاب 6 أشخاص، مؤكدا أن مجموعته الإرهابية لم تكن لديها معلومات عن قدوم الشرطة يوم الحادث.

وأضاف المسماري أنهم شاهدوا سيارات الشرطة حين اقتربت من موقعهم، في الساعة الواحدة ظهرا، واستغرق الاشتباك ساعة ونصف الساعة.

وقال إن "الشيخ حاتم" مسؤول التنظيم، أمرهم بالاشتباك مع الشرطة حين أصبحت المسافة بين الطرفين 150 مترا فقط، وبدأوا المعركة بقذيفة "أر بي جي"، مشيرا إلى أن أحد زملائه يدعى مالك قتل جراء الاشتباك، وأصيب 2، وأسروا النقيب محمد الحايس، والشخص الذي وشى للشرطة عن موقع التنظيم.