«إيلاف» من القاهرة: يزور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مخيمات اللاجئين من مسلمي الروهينغا في بنغلادش خلال أيام.

قرر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، زيارة مسلمي الروهينغا في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش خلال أيام، وقال وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان، إن الأزهر الشريف لم يكن غائبًا عن أحداث ميانمار، وأي حادثة تخص المسلمين وغيرهم في شتى بقاع الأرض.

وأضاف وكيل الأزهر في مؤتمر صحافي للإعلان عن تفاصيل الزيارة، أن شيخ الأزهر التقى سفير ميانمار بالقاهرة 5 مرات، للبحث عن حلول لإنقاذ مسلمي الروهينغا، لافتًا إلى أن الأزهر عقد مؤتمرات جمعت كل الأطياف من بورما بالقاهرة مطلع العام الجاري، وتابع: "للأسف زاد التنكيل بهم وتدخل الجيش في عملية التطهير العرقي هناك".

وقال شومان إن الأزهر الشريف يتحمل مسؤولية إنسانية تجاه العالم أجمع، مشيرًا إلى أن "زيارة شيخ الأزهر لمسلمي الروهينغا اللاجئين ببنغلاديش، لها مغزى سياسي وديني، مفادها أن الأزهر يرفض رفضًا قاطعًا إقامة مخيمات للاجئين الروهينغا على أرض ميانمار، أو تواجدهم كلاجئين في أي دولة أخرى".

وذكر أن الأزهر يوقن تمامًا أن حل جميع المشكلات، يكون عبر الطرق السلمية، مشددًا على أن الأزهر هو من تحدث عن مشكلة مسلمي الروهينغا، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، معلنًا أن "جهود الأزهر لإنقاذ مسلمي ميانمار، ستتوج بزيارة شيخ الأزهر إلى اللاجئين من مسلمي الروهينغا بميانمار خلال شهر نوفمبر الجاري"، لكنه لم يحدد تاريخًا للزيارة.

ووجه وكيل الأزهر، الشكر لبنغلاديش على استضافتها مسلمي الروهينغا ومنحهم حق اللجوء، لافتًا إلى أن الأزهر يقف بقوة مع مسلمي ميانمار، حتى تحل جميع المشكلات الخاصة بهم.

ووصف النائب في البرلمان، سعيد حساسين، الزيارة المرتقبة بأنها "دليل قاطع على أهمية الرسالة العالمية للأزهر الشريف"، مشيرًا إلى أن الأزهر أول مؤسسة عالمية لا تتوانى لحظة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين في أي منطقة بالعالم كله.

وطالب البرلماني المصري، في بيان له، المجتمع الدولي خاصة منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع دول العالم المحبة للسلام والرافضة للإرهاب وسفك دماء الأبرياء، القيام بمسؤولياتهم التاريخية لإنقاذ هؤلاء المسلمين الأبرياء، متهمًا المجتمع الدولي بالتخاذل في علاج هذه المشكلة الإنسانية وأنه يكيل بمكيالين بشأن الأوضاع الملتهبة في العالم.

وكان شيخ الأزهر تلا بيانًا في شهر سبتمبر الماضي، هاجم فيه حكومة ميانمار بشدة، واتهمها بارتكاب مجازر لم تعرفها البشرية.

وقال إن مسلمي الروهينغا في ميانمار يتعرضون لهجمات وحشية بربرية لم تعرفها البشرية من قبل، مشيرًا إلى أن موت الضمير العالمي سبب في المشهد الهمجي واللإنساني في ميانمار وكل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان أصبحت حبرًا على ورق بل كذبًا.

وأضاف أن ما يتعرَّض له مسلمو الروهينغا يُذكِّرنا بأسلوب الوحوش في الغابات، والمنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر لو كانت هذه الفئة من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام، مشيرًا إلى أن القيادات الدينية بميانمار ضربت بجهود الأزهر عرض الحائط وتحالفوا مع متطرفين مِن جيش الدولة المسلَّح للقيام بعمليات الإبادة.

وأوضح أن الإبادة الجماعية ضد المواطنين المسلمين سوف تسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن، مؤكدًا أن الأزهر الشريف لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، وسيقود تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر.