بعد ست سنوات من الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، لا تزال ليبية تحت رحمة 1500 مليشيا وثلاث حكومات تتصارع في ما بينها وتسعى لنيل الشرعية الدولية.

وفشل المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي في وضع نهاية للفوضى التي ت

ضرب ليبيا والمآسي التي تعيشها وآخرها الإتجار العلني بالمهاجرين الأفارقة وإقامة أسواق للعبيد من قبيل مليشيا قوية تتاجر بالبشر وتدير السجون وتهّرب المهاجرين إلى القارة الاوروبية.

ووصل الأمر بحكومة الإنقاذ الوطني التي مقرها طرابلس وتحظى بدعم الأمم المتحدة إلى إبرام اتفاق مع مليشيا تدير الاتجار بالبشر وتهريبهم إلى القارة الاوروبية، للتوقف عن هذه الأنشطته الاجرامية مقابل منح عناصرها مناصب أمنية في الحكومة.

وتعاقب ثلاثة ممثلين للأمم المتحدة في تولي قيادة الجهود الدولية لوضع حد للفوضى في ليبيا وجمع الأطراف المتنافسة لتشكيل حكومة موحدة أو سلطة مركزية واحدة، لكن هذه الجهود لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن. وبات المشهد السياسي الليبي أكثر تعقيدا مع فشل أخر جولة من المفاوضات التي رعتها الامم المتحدة مؤخرا في تونس.

الجماعات المسلحة التي أصبحت ليبيا رهينة لها

مهاجرون
Reuters
مع تراجع الدعم الخارجي للجماعات المسلحة بات الاتجار بالبشر مصدر دخل كبير لها

الحكومات الليبية

1-حكومة الوفاق الوطني

وهي الحكومة المعترف بها دوليا وتحظى بدعم الأمم المتحدة. يرأس هذه الحكومة فائز السراج المنتمي إلى التحالف القومي الوطني ومقرها في العاصمة طرابلس. ويراهن عليها المجتمع الدولي في مواجهة الجماعات المتطرفة و عصابات الاتجار بالبشر.

وتشكلت في فبراير/شباط 2016 بموجب اتفاق الصخيرات وهو اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 برعاية الأمم المتحدة بمدينة الصخيرات المغربية.

اختار أعضاء هذه الحكومة "المجلس الرئاسي الليبي" الذي انبثق عن اتفاق الصخيرات، ويضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.

ونالت حكومة الوفاق الثقة في 23 فبراير/شباط 2016 بعد أن أعلن مئة نائب من مجلس النواب المنعقد بطبرق بشرق ليبيا الموافقة على تشكيلة الحكومة المقترحة من قبل المجلس الرئاسي وبرنامج عملها.

2-حكومة الإنقاذ

شكّل المؤتمر الوطني العام الليبي هذه الحكومة في أغسطس/آب 2014 ومقرها في طرابلس، ويترأسها خليفة الغويل، ولم تنل الاعتراف الدولي.

وسيطرت هذه الحكومة على مناطق واسعة من غربي وجنوبي ليبيا خلال 2015 وتحظى بدعم "مجلس شورى ثوار بنغازي" وهو تحالف يضم كتائب اسلامية تتصارع مع قوات "الجيش الوطني الليبي" التي يتزعمها خليفة حفتر.

وأعلنت هذه الحكومة في 5 أبريل/نيسان 2016 عن تخليها عن السلطة وفسح المجال لحكومة "الوفاق الوطني" برئاسة السراج لتسلم الحكم بعد أقل من أسبوع من دخولها البلاد.

لكن عددا من أعضاء المؤتمر الوطني العام ومن حكومة الإنقاذ سيطروا يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016 على مقرات المجلس الأعلى للدولة في العاصمة وعادت الحكومة إلى الواجهة السياسية.

ودعا الغويل في بيان ألقاه من داخل قصر الضيافة الرئاسي بطرابلس الى وقف عمل حكومة الوفاق الوطني. ودعت الحكومة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حكومة عبد الله الثني في طبرق، في إطار حوار ليبي ودون وساطة خارجية.

خليفة حفتر
AFP
حكومة طبرق تؤيد اللواء حفتر

3-الحكومة المؤقتة

انبثقت الحكومة المؤقتة، ويطلق عليها أيضا اسم حكومة طبرق، عن برلمان طبرق المنحل في سبتمبر/أيلول 2014، وتتخذ من مدينة البيضاء شرقي ليبيا مقرا لها ويترأسها عبد الله الثني.

واختار الثني الوقوف الى جانب خليفة حفتر وبرلمان طبرق الذي كلفه بتشكيل حكومة موازية لحكومة الإنقاذ. وتحظى هذه الحكومة بدعم اللواء حفتر الذي يتزعم مليشيا "الجيش الوطنبي الليبي" والذي يحظى بدعم مصر.

وأعلنت حكومة الثني دعمها لحكومة الوفاق التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات، ومنحتها الثقة بالأغلبية بعد تصويت مئة نائب من مجلس النواب المنعقد بطبرق، واتفقت مع حكومة الإنقاذ في أكتوبر/تشرين الأول 2016 على تشكيل حكومة وحدة وطنية.