إيلاف من لندن: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه أجرى محادثة هاتفية "رائعة ومتينة" استمرت ساعة ونصف الساعة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حول سوريا، كما تحدثنا عن كوريا الشمالية.

وأكد الرئيس الأميركي قبل توجهه إلى فلوريدا، أهمية محادثاته مع بوتين حول سوريا، مشيرًا إلى أنهما بحثا بشكل جاد جدا إحلال السلام في سوريا. وجاءت المكالمة غداة محادثات الرئيس الروسي، يوم الاثنين، مع نظيره السوري بشار الأسد، في مدينة سوتشي الروسية، حول سبل تسوية الأزمة، التي تعيشها سوريا.

وكان البيت الأبيض، أكد في بيان أصدره على خلفية المحادثة، أن بوتين وترمب جددا، خلال الاتصال، دعمهما للمفاوضات في جنيف "من أجل التسوية السلمية للحرب الأهلية في سوريا وإنهاء الأزمة اللبنانية، وتمكين النازحين واللاجئين السوريين من العودة إلى وطنهم، وضمان الاستقرار في سوريا موحدة خالية من تدخلات المخربين وإيواء الإرهابيين".

وشدد الرئيسان على "أهمية محاربة الإرهاب بشكل مشترك في كل أراضي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، فيما اتفقا على "دراسة سبل للتعاون اللاحق في محاربة داعش والقاعدة وطالبان والتنظيمات الإرهابية الأخرى".

كما بحث بوتين وترمب، حسب البيت الأبيض، سبل إحلال سلام طويل الأمد في أوكرانيا ووجوب مواصلة الضغط الدولي على كوريا الشمالية لوقف برامجها الخاصة بتطوير الأسلحة النووية والصواريخ".

اتفاق مسبق

ومن جهته، قال الكرملين، في بيان صدر عنه بهذا الصدد، إن المحادثات، التي جرت "وفقا لاتفاق مسبق"، "تم خلالها بحث مفصل للقضايا السورية الملحة أخذا في الاعتبار العملية العسكرية المنتهية الخاصة بالقضاء على الإرهابيين في سوريا".

وشدد بوتين، حسب البيان، "على الاستعداد للإسهام بنشاط في تسوية سياسية طويلة الأمد في هذه البلاد، بناء على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برقم 2254، بالتوافق مع الاتفاقات، التي تم التوصل إليها في إطار العمل عبر منصة أستانة، وكذلك مبادئ البيان المشترك، الذي صادق عليه رئيسا روسيا والولايات المتحدة يوم 11 نوفمبر خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام".

وأشار الجانبان إلى أن "هذا البيان أثار ردود أفعال إيجابية في منطقة الشرق الأوسط".

سيادة سوريا

وركز بوتين وترمب، حسب الكرملين، على "فكرة ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، والتوصل إلى تسوية سياسية على أساس المبادئ، التي يجب وضعها في إطار عملية تفاوضية سورية داخلية جارية بأوسع صورة ممكنة".

وشدد الكرملين على أن "هذا الأمر هو الذي تهدف إليه المبادرة الروسية الخاصة بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي قريبا". وأضاف البيان أن "بوتين أطلع ترمب على النتائج الأساسية للقائه بشار الأسد، يوم 20 نوفمبر، والذي أكد خلاله الرئيس السوري تمسكه بالعملية السياسية، وإجراء إصلاح دستوري وانتخابات رئاسية وبرلمانية".

القمة الثلاثية

كما تناولت المكالمة الهاتفية بين بوتين وترمب "المحادثات الثلاثية المقرر عقدها يوم الـ22 نوفمبر في سوتشي بمشاركة كل من رؤساء روسيا وإيران وتركيا، والتي من المخطط أن يتم خلالها تنسيق الخطوات الرامية إلى التطبيع اللاحق للوضع في سوريا والجوانب المختلفة للتسوية السياسية في البلاد".

وعلى صعيد أوسع، "أكد الرئيس الروسي دعمه ترتيب عمل مشترك مع الولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب، مشيرًا إلى وجود فرصة عملية لتنسيق الجهود بين استخبارات البلدين، وذلك في موقع أيده الرئيس الأميركي".

كما تبادل بوتين وترمب " الآراء حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية، مشددين على جدوى البحث عن حل للقضية عبر سبيل المفاوضات ومن خلال الوسائل الدبلوماسية".

وبحث الجانبان أيضا قضية البرنامج الإيراني النووي، فيما أكد بوتين على "التزام الطرف الروسي للتطبيق الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، الأمر الذي يمثل عاملاً ملموسًا في شأن ضمان الاستقرار الإقليمي وحل قضية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل".

وبالإضافة إلى ذلك، تناولت المحادثات "الوضع في أفغانستان، الذي يثير قلقًا بسبب زيادة التهديدين النابعين من الإرهاب والمخدرات". وأعرب كلا الرئيسين عن "ارتياحهما من المحادثة، التي حملت طابعًا عمليًا ومفصلاً".