إيلاف من القاهرة: قال شهود عيان لـ"إيلاف" إن المسلحين قتلوا المصلين في مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش شمال سيناء، وألقوا عليهم القنابل، وأحرقوا السيارات التي كانت تقف بجوار المسجد، مشيرة إلى أن بعضهم اعتلى المنبر، وأطلق النار عشوائيًا على المصلين.

قتل مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى ما يعرف بـ"ولاية سيناء" التابع لتنظيم داعش، نحو 235 شخصًا أثناء صلاة الجمعة في مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش في شمال سيناء، وقال شهود عيان لـ"إيلاف" إن الحادث وقع على بعد نحو 60 كيلو متر من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

وأوضح محمد فواز، وهو من سكان مدينة العريش، لـ"إيلاف" إنه كان في طريقه إلى المسجد، مشيرًا إلى أنه كان شاهد أكثر من 30 مسلحًا، يدخلون المسجد، وأطلقوا النار من أسلحة آلية على المصلين بطريقة عشوائية.

وأوضح أنه اضطر إلى الاختباء بعيدًا، منوهًا بأن المسلحين دخلوا من باب المسجد الرئيسي، بينما وقفت مجموعة أخرى قد يصل عددها إلى 10 آخرين خارج المسجد، وأغلقوا الطرق المؤدية إليه، وفتحوا النار أيضًا على كل ما حاول الهروب من المسجد.

ولفت إلى أن العملية استغرقت نحو 5 دقائق أو أقل، منوهًا بأن المسلحين أحرقوا سيارات المصلين التي كانت تقف خارج المسجد، وسدوا الطريق بها، حتى لا يستطيع أحد الوصول إلى المسجد بسهولة، مشيرًا إلى أن جميعهم كانوا ملثمين، ويرتدون ملابس مموهة.

بينما قدم شاهد عيان آخر يدعى ماهر عبد الفتاح، من أبناء محافظة الإسماعيلية، لكنه يعمل في العريش منذ أربع سنوات رواية مشابهة، وقال لـ"إيلاف" إن أحد زملائه ضمن المصابين، مشيرًا إلى أنه قص عليه ما حدث.

وأوضح أن نحو 50 مسلحًا هاجموا المسجد بعد أن صعد الخطيب على المنبر مباشرة، وبعد أن امتلأ المسجد بالمصلين، مشيرًا إلى أنه المسلحين كانوا يراقبون المسجد عن قرب فيما يبدو.

وأضاف أن نحو 30 مسلحًا هاجموا المسجد من كافة الجوانب، بإطلاق النار من الأسلحة الرشاشة، وألقوا القنابل اليدوية على المصلين، بينما وقفت مجموعة أخرى على الطرق القريبة من المسجد لمراقبته، وقتل من يحاول الهروب.

وكشف عبد الفتاح نقلًا عن زميله المصاب، أن بعض المسلحين صعد إلى المنبر، وأطلق النار من سلاحه الآلي بطريقة عشوائية على المصلين، مشيرًا إلى أنهم كانوا يريدون قتل جميع من بالمسجد.

ولفت إلى أنهم كانوا يطلقون صيحات "الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد"، أثناء قتل المصلين، منوهًا بأن عملية القتل لم تستغرق سوى دقائق معدودة، وخرجا بعدها المسلحون، بعد أن أضرموا النيران في السيارات خارج المسجد وفخخوا بعضها، ثم عادوا من حيث أتوا عبر سيارات دفع رباعي.

بينما قال المصاب في الحادث عيد سليم، إنه كان يرافق والده وشقيقه في صلاة الجمعة، مشيرًا إلى أن خطيب المسجد صعد المنبر، وبدأ في الحديث عن ذكرى المولد النبوي، ثم فوجيء المصلون بوابل من الرصاص ينهال عليهم من كل جانب.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المسلحين كانوا ملثمين، ويبدو أنهم شباب حديث السن، وليسوا كبارًا، موضحًا أن نبرات أصواتهم وبنيتهم الجسدية كانت ضئيلة، لكنهم كانوا طوال القامة.

ولفت إلى أنهم أطلقوا الرصاص من كل جانب، وعلى كل من يحاول الوقوف أو الجري إلى خارج المسجد، مشيرًا إلى أنه تلقى رصاصة في الساق، ولفت إلى أنه والده وشقيقه قتلا في الحادث، ولم ينج سوى هو وخاله، مشيرًا إلى أنهم اعتادوا أداء صلاة الجمعة في هذا المسجد.

يذكر أن مسلحين هاجموا مسجد الروضة بقرية الروضة بالقرب من مدينة العريش اليوم الجمعة، وفتحوا النار على المصلين، ما أدى إلى مقتل 235 شخصًا، ما يعد أكبر حادث إرهابي في تاريخ مصر.