إيلاف من نيويورك: بعد مضي اكثر من عشرة اشهر على وجودهما في البيت الأبيض، يبدو ان آمال جاريد كوشنر، وزوجته ايفانكا ترمب بالبقاء إلى جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب طيلة ولايته الرئاسية باتت تتضاءل أكثر فأكثر.

وطيلة الفترة الماضية نجح جاريد في إظهار نفسه على انه الرجل القوي في الإدارة، وصاحب الكلمة المسموعة، وتمكن من اقصاء رموز كانوا يعدون بمثابة الذراع الضاربة للرئيس الأميركي، غير ان الأيام اثبتت ان المشورة التي يقدمها الصهر غير فعالة، وتأتي في غالب الأحيان بنتائج سلبية.

جافانكا

قاعدة الرئيس الأميركي الشعبية لا تكن ودا للثنائي المعروف تهكما باسم "جافانكا".كوشنر أسقط رمز المحافظين في البيت الأبيض، ستيفن بانون، وسار الى جانب زوجته بعكس ما تشتهيه قواعد الرئيس المحافظة.

 حجر الدومينو الاولى

أخطاء كوشنر بدأت مع اقناع ترمب برفع الغطاء عن مايكل فلين، مستشار الامن القومي السابق بعد انكشاف امر اخفائه لمعلومات عن نائب الرئيس، مايك بينس حول تواصله مع سفير موسكو السابق في واشنطن، سيرغي كيسلياك. لم يقف الرئيس الى جانب مستشار الامن القومي بمواجهة الضغوطات فقدم فلين استقالته في خطوة مهدت للانقضاض على الإدارة من قبل المعارضين، فكان الجنرال السابق بمثابة حجر الدومينو الأولى.

طرد كومي الكارثي

الصهر دفع أيضا باتجاه طرد، جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، ظنا منه انه وبهذه الخطوة، يزيح عن كاهل الإدارة مرارة التحقيق بالتدخل الروسي، فكانت النتيجة، تعيين روبرت مولر كمحقق خاص بصلاحية مطلقة، فإنقلب السحر على الساحر، وبدأت معاناة الإدارة وحملة ترمب أيضا.

الرهان الخاسر

انتخابات الاباما التمهيدية شكلت هي الأخرى محطة من محطات الفشل بالنسبة لترمب الذي اندفع لتأييد لوثر سترينج بفضل كوشنر على حساب مرشح المحافظين روي مور، ففاز الأخير بموازاة سقوط مدوي للرئيس رغم زيارته الولاية مشاركته بمهرجان انتخابي الى جانب لوثر الكبير.

اختلفوا على المكسيك

للمكسيك أيضا حصة من تعارض وجهات النظر بين كوشنر وترمب، فيوم الغى الأخير موعدا للقاء مع الرئيس بينا نيتو بسبب تمويل الجدار الحدودي، غضب الصهر كثيرا من هذه الخطوة التي تقوض جهوده بحسب رأيه.
من تشارلوتسفيل الى المتحولين جنسيا

جاريد لم يكتف فقط باسداء المشورات السلبية، بل عارض وزوجته الرئيس في اكثر من مناسبة، فيوم واقعة تشارلوتسفيل بفرجينيا ومظاهرات اليساريين والقوميين البيض، خرج الرئيس ليندد بأعمال العنف من أي جهة أتت، ولكن هذا الامر لم يروق للثنائي الذي أراد فقط التنديد بأعمال القوميين البيض.

اتفاقية باريس للمناخ شكلت احدى جبهات المواجهة بين ترمب وصهره وابنته التي كانت من الداعين الى البقاء فيها واستضافت لهذه الغاية، نائب الرئيس السابق آل غور، وحاولت تسويق إيجابيات عدم الانسحاب منها غير ان ترمب لم يكترث هذه المرة لنظرياتها.

جاريد وايفانكا عارضا أيضا قرار ترمب بمنع المتحولين جنسيا من الخدمة في الجيش الأميركي، كما كان للثنائي موقفا مختلفا عن موقف الرئيس بانهاء العمل ببرنامج الحالمين المعروف باسم داكا.