أسامة مهدي: اعلنت منظمة التعاون الاسلامي عن تنظيمها مؤتمرًا وطنيًا للمصالحة العراقية في بغداد الشهر المقبل بمشاركة شخصيات متخصصة ذات مكانة معرفية عالية تنتمي إلى أطياف فكرية وثقافية ومجتمعية متنوعة، يُفضي لمرحلة جديدة تولي اهمية قصوى لمرحلة البناء والوحدة الوطنية والاستقرار. 

وقالت منظمة التعاون الإسلامي انها ستنظم والحكومة العراقية مؤتمرًا تمهيديًا للنخب في بغداد يومي 11 و12 من الشهر المقبل، يعد تمهيدًا لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية في اعقابه.

واشارت الى ان المؤتمر التمهيدي هذا سيعمل على رفع أفكار وتوصيات المشاركين إلى المؤتمر العام للمصالحة من أجل بناء مصالحة تستند الى مشاركة مجتمعية بين مختلف فئات وشرائح المجتمع العراقي.

واشارت المنظمة في بيان صحافي اليوم اطلعت "إيلاف" على نصه، الى أن "انعقاد مؤتمر المصالحة يأتي في الفترة التي بدأ فيها العراق بالتعافي من خطر الإرهاب، بعد تحرير جميع الأراضي العراقية من تنظيم داعش حيث أصبح الوقت مؤاتيًا للمضي في مصالحة وطنية شاملة تفضي إلى مرحلة جديدة تولي الأهمية القصوى لمرحلة البناء والوحدة الوطنية والاستقرار والازدهار".

واشارت الى مشاركة شخصيات مرموقة متخصصة وذات مكانة معرفية عالية وتنتمي إلى أطياف فكرية وثقافية ومجتمعية متنوعة في مؤتمر النخب التمهيدي، "مما يوفر جميع وجهات النظر المطلوبة بشأن القضايا ذات العلاقة، ومن أجل إيجاد بيئة صلبة لتحقيق المصالحة الوطنية".

يذكر أن منظمة التعاون الإسلامي، كانت قد نظمت في عام 2006، مؤتمر مكة ـ 1 للمصالحة الوطنية العراقية، والذي ضم شيوخا وعلماء دين يمثلون مختلف أطياف الشعب العراقي، وكان المؤتمر خطوة في سياق رص الصفوف في العراق ودعم وحدته.

مؤتمر مكة 2

وكان العراق بحث مع منظمة التعاون الاسلامي بجدة في فبراير الماضي عقد مؤتمر مكة 2 لدعم جهوده لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة لكل مكونات المجتمع، وذلك خلال جلسة مفاوضات بمقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة ضمت مسؤولين من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء العراقيين برئاسة قيس العامري مستشار وزير الخارجية، ووفدا من المنظمة برئاسة السفير طارق علي بخيت المدير العام للشؤون السياسية.

وقد اتفق الجانبان على البدء في إجراءات عملية للتحضير لعقد مؤتمر مكة 2 خلال العام الحالي "لدعم جهود العراق لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة لكل مكونات المجتمع العراقي لما فيه خير وعزة العراق"، كما قالت المنظمة.

وسبق لمنظمة التعاون الإسلامي ان نظمت مؤتمر مكة الأول للمصالحة العراقية في اكتوبرعام 2006 بمشاركة علماء ورجال دين سنة وشيعة وصدرت عنه "وثيقة مكة" لوقف الاقتتال الطائفي وتحريم سفك الدم العراقي، حيث كان يدور اقتتال سني شيعي اودى بحياة المئات من العراقيين وارغم عشرات الالاف الآخرين على الهرب الى دول الجوار وخاصة سوريا والاردن وتركيا.

وتضمنت الوثيقة التي وقع عليها جمع من علماء العراق الشيعة والسنة، عشرة مبادئ نصت على ان المسلم هو من شهد أنه لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله وهو بهذه الشهادة يعصم دمه وماله وعرضه ويدخل في ذلك السنة والشيعة جميعا .. ودماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام .. وشددت على حرمة دور العبادة من المساجد والحسينيات وأماكن عبادة غير المسلمين فلا يجوز الاعتداء عليها أو مصادرتها أو اتخاذها ملاذاً للأعمال المخالفة للشرع.

كما اعتبرت الوثيقة أن الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية في العراق هي من الفساد في الارض الذي نهى الله عنه .. ودعت الى الابتعاد عن إثارة الحساسيات والفوارق المذهبية والعرقية والجغرافية واللغوية واكدت على التمسك بالوحدة والتلاحم والتعاون على البر والتقوى .. وشددت على ان المسلمين من السنة والشيعة عون للمظلوم ويد على الظالم.

وايد العلماء من السنة والشيعة جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق، وقالوا ان المسلمين من الشيعة والسنة يقفون صفا واحدا للمحافظة على استقلال العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق الإرادة الحرة لشعبه، ويساهمون في بناء قدراتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية، ويعملون من أجل استعادة الدور الثقافي والحضاري العربي والإسلامي والإنساني للعراق.