إيلاف من لندن: حذر العبادي من أن الحرب ضد الفاسدين التي يخوضها اخطر منها مع الارهابيين "لانهم يعيشون بيننا" وأشار إلى أن الفساد الذي يمثل فكرًا منحرفًا يجب أن نقضي عليه في المجتمع بحيث يكون الفاسد منبوذا وشاذا في عائلته ومجتمعه.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "أن معركة الفساد اخطر من معركة الارهاب لان الفاسدين يتواجدون بيننا ويمتلكون المال والإعلام ويحرّفون الحقائق ويحاولون ان يبينوا ان الجميع فاسدون لكي يغطوا على فسادهم".. وشدد بالقول "اننا سنقضي على الفاسدين مثلما قضينا على الارهاب".

وأشار الى ان العراقيين انتصروا والعراق سائر بالطريق الصحيح وفيه خير كثير ولكن للاسف هناك من يحاول ان ينسب الانتصار الذي حققه ابناء العراق للغير.

وأضاف العبادي خلال كلمة اثناء حضوره حفل تخرج طلبة جامعة بغداد (الدورة 60 دورة التحرير والبناء) واستعراض الطلبة والتدريسيين في كراديس التخرج ان العراق انتصر على تحدي داعش عسكريا وامامه تحدي العقيدة الفاسدة والمنهج الفاسد للارهاب و تحدي مرض وخطر الفساد كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

واستذكر " دماء الطلبة من الشهداء والجرحى الذين التحقوا من اجل الدفاع عن العراق وضحوا بانفسهم مشيداً بتضحياتهم التي ساهمت بتحقيق الانتصارات التي نحتفل بها الآن". وقال "ان العقيدة الفاسدة والمنهج الفاسد للارهاب يمثلان تحديا لنا نعمل من اجل التخلص منه.. مؤكدا ان هؤلاء قد اساؤوا للدين بإسم الدين وسيحاولون مرة اخرى ولكن قدراتنا الامنية والاستخبارية تطورت واحبطت محاولاتهم".

وبين ان "المرض والخطر الآخر هو الفساد الذي يمثل فكرا منحرفا ويجب ان نقضي عليه في المجتمع بحيث يكون الفاسد منبوذا وشاذا في عائلته ومجتمعه".

وأضاف العبادي أن "الحكومة تحاول خلق منظومة تعاون مع الدول لمكافحة الإرهاب ولاسيما أن انتصار القوات العراقية على الجماعات الإرهابية وتحريرها الأرض تجربة فريدة في المنطقة".. مؤكداً أن "جميع أبناء محافظات العراق قدموا التضحيات من أجل القضاء على الإرهاب".

واكد بالقول "نحتاج إلى وعي ورؤية لمواجهة خطر الفاسدين وكشف زيف إدعاءاتهم.. مشدداً على ضرورة "التعاون والتكاتف للقضاء على الفاسدين لان الأمر يتطلب تضحيات".

وأشار الى ان "الفساد مافيا لها موارد مالية ووسائل اعلام ومعركتنا مع الفساد اصعب من المعركة مع الدواعش".. موضحا بالقول "نحتاج الى وعي ورؤية لمواجهة خطر الفاسدين وكشف زيف ادعاءاتهم".

والحملة التي يطلقها العبادي ضد الفساد تترافق مع قرب انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش والتي شارفت على نهاياتها حيث تجري حاليا عمليات عسكرية في يومها الخامس لتطهير الصحراء الغربية امتدادا حتى الحدود مع سوريا من اي تواجد للتنظيم. 

ملفات تدين رؤوسا كبيرة بالفساد

ويأتي ذلك بالترافق مع تفعيل عمل محققين دوليين باشروا مهامهم لهذه الغاية في بغداد العام الماضي وينتظر ان يقدموا نتائج تحقيقاتهم بملفات خطيرة تدين رؤوسا كبيرة في السلطة والاحزاب العراقية النافذة.

ووقع العراق العام الماضي مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لإشراك محققين دوليين في ملفات الفساد الكبرى ذات الأولوية، كتهريب الأموال العراقية إلى الخارج والاختلاس في مفاصل الدولة حيث تم الانتهاء من إعداد ملفات كبيرة تدين شخصيات سياسية كبيرة.

وتشير معلومات إلى أن فريق المحققين مُنحوا صلاحية التحقيق مع رؤساء الوزراء السابقين وهم: إياد علاوي (2004 - 2005) وإبراهيم الجعفري (2005 - 2006) ونوري المالكي (2006 - 2014).

وشهدت العاصمة العراقية ومحافظات في الجنوب والوسط الجمعة الماضي تظاهرات احتجاج ضد الفساد مطالبة بملاحقة الفاسدين وتقديمهم الى المحاكم واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها فيما تحولت الى عنف في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية.

ومن جهته دعا النائب عن كتلة التغيير الكردية هوشيار عبد الله الى شمول اقليم كردستان بالحملة التي يبشر بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لمحاربة الفساد والاطاحة برؤوس الفاسادين في حكومة الإقليم أيضاً.

وبحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية فإن العراق يحتل المرتبة الثالثة بين الدول الاكثر فسادا في العالم فيما تقدّر الأموال المهربة إلى الخارج بنحو تريليون دولار أما الأموال المهدورة في الداخل فتصل إلى أكثر من 350 مليار دولار.

وكان العبادي شدد الثلاثاء الماضي على ان الحرب المقبلة في بلاده ستكون ضد الفساد داعيا الفاسدين اما الى تسليم الاموال التي استولوا عليها الى السلطات او قضاء بقية حياتهم في السجون. واكد خلال مؤتمر صحافي في بغداد على ان السلطات ستطارد الفاسدين باجراءاءات غير مسبوقة ستفاجئ الجميع.. وقال "أحذر الفاسدين بأن لايلعبوا بالنار بعد ان تسببوا بدخول داعش الى العراق".. مشددا بالقول سننتصر على الفساد كما انتصرنا على داعش".. وقال "أعد العراقيين بالنصر على الفساد كما انتصرنا على داعش".