شددت وزارة الخارجية البريطانية يوم الأربعاء على ضرورة التوصل إلی "حكومة جدیدة في سوريا وتصعيد العملية السياسية من خلال المفاوضات"، واعتبرت أن "عملية جنيف" هي الأفضل للتوصل إلى تسوية الأزمة السورية.

إيلاف: ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية روز غرفيثز، بحسب تغريدات نشرتها الخارجية البريطانية على صفحتها في تويتر، أنه "من المهم خفض التصعيد والصراع في سوريا"، كما شددت على أنه "يجب تصعيد العملية السياسية من خلال المفاوضات، من أجل إيجاد حل دائم لإنهاء الأزمة والكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون".

وحثّت "المعارضة السورية على توطيد وتعزيز مكانتها السياسية العامة أمام محاولات النظام تقويض تماسكها، والذي يستمر عبر انتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب الفظائع من خلال الأعمال العسكرية على الأراضي السورية". واعتبرت أن "عملية جنيف، بقيادة الأمم المتحدة بين الأطراف السورية، هي أفضل مكان للتوصل إلى حل دائم للصراع".

ودعت غرفيثر "جميع الأطراف إلى دعم مفاوضات جنيف، التي انطلقت أمس، والتأكيد على الحاجة إلی التوصل إلی حكومة جدیدة غیر طائفیة، يمكنها حمایة حقوق جمیع السوریین، وتوحيد البلد وإنهاء النزاع".

ورأت أن "رفع الحصار عن مناطق في سوريا، وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع السوريين، وتحترم حقوق الإنسان وتحارب الإرهاب، هي نتائج يمكن أن تحققها أية مفاوضات".

وعقد مسؤولون بريطانيون اجتماعات مع الهيئة العليا للمفاوضات بشكلها الجديد بعد اجتماع الرياض الأخير، كما تواصلوا معها عبر الهاتف، بالتزامن مع جنيف، ودعوا وفد الهيئة إلى زيارة لندن.

حوار مباشر 
من جانبها أبدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة استعدادها لإجراء حوار مباشر مع وفد النظام في مدينة جنيف السويسرية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة يحيى العريضي، في بيان باللغة الانكليزية، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنه "لم تعد للنظام السوري حجة بأن المعارضة متشرذمة، نحن متحدون، ومستعدون للتفاوض مباشرة مع الطرف الآخر".

واتهم فريق النظام في مفاوضات جنيف بـ"اعتماد أسلوب المماطلة والتأجيل عبر الجولات السابقة". ووصل وفد النظام السوري الْيَوْم الأربعاء الى مدينة جنيف فيما وصل وفد المعارضة أمس.

والتقى الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا بعد اتصالات الجانب الروسي، عقب إرجاء سفر الوفد إلى سويسرا على نحو مفاجئ، بسبب ما قيل عنه استياء النظام من بيان ختامي صدر بعد اجتماع موسع للمعارضة في الرياض خلال الأسبوع الماضي.

وبدأت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا، يوم الثلاثاء، بلقاء جمع الموفد الأممي إلى سوريا ووفد المعارضة السورية، برئاسة نصر الحريري.

تأجيل سوتشي 
هذا واعتبرت الهيئة أن تأجيل مؤتمر الحوار السوري في سوتشي مرارًا دليل على أن هناك "اهتزاز بالفكرة"، مطالبة بإيضاحات حول طبيعة اللقاء المزمع حتى تتخذ قرارًا بالمشاركة.

وأوضح المتحدث باسم الهيئة يحيى العريضي، في تصريح لوكالة (سبوتنيك) الروسية أن "مضمون هذا المؤتمر إذا كان يحرّف المطالب الأساسية وإفراغ الشرعية الدولية من مضمونها، فهذا شيء سيئ".

أضاف: "إذا كان الروس فعلًا جادين في إيجاد حل سلمي لسوريا فأعتقد أن هذه التكتيكات يجب أن تتوقف، وأن ينخرطوا في مسار جنيف، الذي هو مسار الحل السياسي في سوريا".

وكان مصدر دبلوماسي كشف يوم الاثنين الماضي عن تأجيل عقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية إلى شهر فبراير المقبل، في وقت تشير التصريحات الروسية إلى أن الموعد لم يتحدد بعد، وأن التحضيرات جارية بشأنه.

وسبق أن أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن مؤتمر الحوار الوطني السوري يراد منه أن يساهم في الإصلاح الدستوري في سوريا، والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. فيما يعتقد البعض أن الحل في سوريا يكمن في يد روسيا فقط، خاصة بعدما قال وزير الخارجية الأميركي إن واشنطن وموسكو متفقتان على الخطوط العريضة للحل في سوريا.