تضفي عودة رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق إلى القاهرة سخونة على أجواء الانتخابات الرئاسية المقبلة، لاسيما بعدما أعلن اعتزامه الترشح لها، في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

إيلاف من القاهرة: اتسمت أجواء الانتخابات الرئاسية في مصر بالسخونة مبكرًا، تزامنًا مع إعلان الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق اعتزامه الترشح أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولاسيما بعد أن عاد إلى القاهرة مساء أمس السبت.

وبدأت الحرب ضد شفيق مبكرًا جدًا، فتقدم محامي ببلاغ ضده يتهمه فيه بـ"الخيانة"، وقال المحامي سمير صبري، إنه تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، لاقترافه جريمة "الخيانة"، بسبب ظهوره على قناة الجزيرة الداعمة للإرهاب، على حد تعبيره.

 وأضاف صبري في بلاغه، "سقطة مدوية تكشف الوجه الحقيقي لأحمد شفيق، بعدما قبل أن تستخدمه قناة الجزيرة الإرهابية الذراع الإعلامية لتنظيم جماعة الإخوان "الإرهابية" ودويلة قطر الممولة للإرهاب في الهجوم على دولة عربية شقيقة وهي الإمارات".

واتهم المحامي شفيق بمولاة جماعة الإخوان والتحالف معها، وقال في بلاغه الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، إن "أحمد شفيق أول من تفاوض مع خيرت الشاطر وسعد الكتاتني وحسن مالك قيادات الجماعة الإخوانية "الإرهابية"، وهو في منصب رئيس الوزراء خلال أحداث 25 يناير، وكان حريصا كل الحرص على عقد الصفقات مع الجماعة وتقديم فروض الولاء والطاعة لها حتى أخرجته من البلاد غير آمن على مصيره ومصير أسرته، وليس غريبا عليه أن يلجأ للظهور على قناة الجزيرة القطرية، المتحدث الأول باسم الجماعات الإرهابية". حسب ما ورد في البلاغ.

اسقاط الجنسية

 ولفت المحامي في بلاغه إلى أن "ظهور شفيق علي شاشة قناة معادية لمصر، تحرض على قتل المصريين والقيام بأعمال تخريبية ضد الدولة لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الأخبار الكاذبة، يوفر كافة الشروط القانونية لمحاكمته لاقترافه جريمة الخيانة"، على حد قوله.

بينما طالب النائب في البرلمان، إسماعيل نصر الدين، بإسقاط الجنسية المصرية عن شفيق. وقال نصر الدين، في تصريح تلقته إيلاف، إن "مصر في حالة حرب مع الإرهاب نيابة عن المنطقة كلها، وما يفعله "شفيق" من محاولات لإثارة البلبلة، وتشكيكه في القيادة السياسية في هذا الوقت العصيب يعتبر خيانة للوطن، تستوجب إسقاط الجنسية المصرية عنه، لأن من ينظر إلى مصلحته الشخصية ويتناسى مصلحة وطنه، لا يستحق أن يحمل جنسيتها"، حسب تعبيره.

وأضاف البرلماني، الذي تقدم بمشروع قانون لتعديل الدستور، وتمديد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن "أحمد شفيق تعمد خلال كلمته التي أعلن فيها ترشحه على إظهار أن الوضع في مصر كارثي، بالإضافة إلى تشكيكه في الجهود المبذولة"، مشيرًا إلى أن "شفيق ذهب إلى الإمارات هاربًا من مصر، وتم توفير الحماية له، وكان يعيش هناك "عيشة ملوك"، لكنه نسى كل هذا في لحظة واحدة ولأسباب غير معلومة.

وتساءل نصر الدين، "هل من المعقول أن يعلن شخص ترشحه لرئاسة مصر من الخارج، هل لهذا الحد يستهزأ شفيق بمصر والمصريين؟!".

ووجه النائب البرلماني، رسالة إلى أحمد شفيق، قائلًا: "لا أهلا بك ولا سهلا في مصر"، مشيرًا إلى أن "المصريين اجتمعوا على كلمة سواء، وهي تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي من اجل إكمال المسيرة التي بدأها".

 وقال البرلماني إن "شفيق سيكون مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية، ليس حبا فيه ولكن انتقاما من مصر"، لافتًا إلى أن "الجماعة مستعدة للتعاون مع الشيطان من أجل إسقاط مصر".

صراع حول البرامج

وفي أول رد فعل من الحكومة المصرية على إعلان شفيق عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018، قال وزير الخارجية، سامح شكري، خلال مشاركته في أعمال منتدى الحوار المتوسطي الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما: "من وجهة نظري فإن الجميع لديه الفرصة، لست متأكدا من هذا الأمر من الناحية القضائية، ولكن كمبدأ يستطيع أي شخص لديه القدرة ويفي بكل الاحتياجات القانونية أن يقدم نفسه ويترشح للانتخابات الرئاسية، وهذا أمر متاح في هذا المجتمع الذي يكفل ويضمن الحرية للجميع".

وفي السياق ذاته، أعربت حملة المرشح المحتمل، خالد على، بإعلان شفيق عزمه الترشح للرئاسة، وقالت إن هذا الإجراء، يجعل "الانتخابات تنافسية والصراع فيها حول البرامج".

 وأضافت في بيان حصلت "إيلاف" على نسخه منه، أن مصر تستحق بعد كل هذه السنوات تجربة ديمقراطية حقيقية تمكن الشعب من تقييم السنوات الماضية بما فيها من إيجابيات وسلبيات وتساعده في أن يرسم بإرادته خيار المستقبل.

وقالت: "من مصلحة أي مرشح للرئاسة أن تجرى انتخابات ديمقراطية وتنافسية بها تكافؤ للفرص أمام كل المرشحين وأن تكون أجهزة الدولة والمال العام على الحياد وعلى مسافة واحدة من كل المرشحين وبالتالي سنسعى ونرحب بالتنسيق مع كل القوى الديمقراطية وكل من يوافق على تحقيق هذه الأهداف من أجل تجربة تنافسية وديمقراطية سليمة".

وكان شفيق أعلن 29 نوفمبر الماضي، عزمه الترشح للإنتخابات الرئاسية في العام 2018، وقال في مقطع الفيديو: "إن مصر تصارع كثيرًا من المشاكل التي أثرت على كل جوانب الحياة والتي أدت إلى تدهور جميع الخدمات".

وأضاف: "يشرفني أن أعلن خوضي الانتخابات الرئاسية المقبلة لقيادة البلاد خلال الأربع سنوات المقبلة"، مشيرًا إلى أنه سيعود إلى مصر خلال أيام.

يذكر أن شفيق شغل منصب آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في العام قبل ثورة 25 يناير 2011، وخسر الانتخابات الرئاسية التي عقدت عام 2012، أمام منافسه الرئيس الأسبق محمد مرسي.