اعتبر دبلوماسيون أوروبيون الأحد أن التوصل إلى اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد لقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر المقرر الاثنين في بروكسل، أمر "صعب، ولكنه ممكن". 

إيلاف - متابعة: قال الدبلوماسيون عشية اللقاء إنه لا يزال يتعيّن حل المسائل الخلافية الرئيسة حول الحدود مع إيرلندا وحقوق ثلاثة ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي يعيشون في بريطانيا.

وأشاروا إلى أن تحديد يونكر لموعد للقاء مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي قبل تناوله الغداء مع ماي يحمل دلالة كبيرة، خاصة بعدما أعرب البرلمانيون أخيرًا عن مخاوفهم حول حقوق المواطنين الأوروبيين، وهو موضوع كان الاعتقاد سائدًا أنه قد تم حله. 

وقال دبلوماسي رفيع لفرانس برس لم يكشف عن هويته إن التوصل إلى اتفاق "سيكون صعبًا، لكنه قابل للتنفيذ إذا كانوا (البريطانيون) منطقيين"، مضيفًا: "هناك أربع أو خمس نقاط أخيرة يجب مناقشتها". 

المال مشكلة غير كبرى
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الاثنين هو "الموعد النهائي المطلق" لبريطانيا كي تحقق تقدمًا كافيًا حول موضوعات الطلاق من أجل البدء بالمرحلة الثانية حول الاتفاقات التجارية. 

واعتبر مانفريد فيبر رئيس حزب الشعب الأوروبي الكتلة الأكبر في البرلمان الأوروبي أن التقدم الأخير حول بريكست يجب ألا يحجب مشاكل أخرى عالقة. وقال في بيان: "المال هو إحدى المشكلات في مفاوضات بريكست، لكنه ليس المشكلة الأكبر". 

أضاف: "نحن قلقون أكثر حول حقيقة أنه حتى الآن المفاوضات متوقفة عند حماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي بعد بريكست والقضية الإيرلندية". 

تقييم أخير
وأعلنت المفوضية الأوروبية أن يونكر سيلتقي مجموعة بريكست في البرلمان الأوروبي التي يقودها رئيس الوزراء البلجيكي السابق غاي فيرهوشتادت قبل موعد الغداء مع ماي. 

وسيعطي مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه الذي سيشارك في الغداء تقييمه الأخير الأربعاء بعد أن يناقشه مع المفوضين الأوروبيين، بحسب مصادر أوروبية. 

وكانت مطالبة إيرلندا بأن لا يفرض بريكست "حدودًا صلبة" مع إيرلندا الشمالية الواقعة تحت سلطة بريطانيا عقدة أساسية في التوصل إلى اتفاق، وقال توسك بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار في الأسبوع الماضي، إن الاتحاد الأوروبي لن يوافق بأن يبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات إلا إذا كانت إيرلندا موافقة بالكامل.

تمهيد الطريق
وقال الدبلوماسي لفرانس برس إن يونكر تحدث أيضًا إلى فارادكار الجمعة، وطمأنه حول دعم الاتحاد الأوروبي لدبلن. أضاف الدبلوماسي أن المفوضية الأوروبية تعمل على "نص" لاتفاقية حول الموضوع الإيرلندي بعلم بريطانيا. وأشار إلى أن هذا "يمهد الطريق إلى شيء مقبول للبريطانيين". 

وأوضح الدبلوماسي أن معظم المحادثات في الأسابيع الماضية لم تكن مع وزير بريكست ديفيد ديفيس، وهو أحد متشددي بريكست وعلاقته متوترة مع بارنييه، بل مع مستشار ماي أولي روبينز. وختم الدبلوماسي قائلًا: "النتيجة غدًا تعتمد جزئيًا على ما إذا كان البريطانيون يملكون التفويض السياسي. نأمل ذلك".