إيلاف من لندن: قادت الحرب السابعة مع جماعة الحوثي إلى نهاية دموية بشعة باغتيال الرئيس اليمني السابق الذي تحالف مع الجماعة المدعومة من إيران وعدد من أركانه، يوم الاثنين، ورغم التحالف الذي أطاح الشرعية في اليمن، إلا أنه كان للحوثي ثارات دم كثيرة في عنق صالح.

كان أهم تهديد من جماعة الحوثي بقتل صالح "شرعا" صدرت يوم الأحد 3 ديسمبر 2017، حيث أعلن الناطق باسم ميليشيات الحوثي، إن الحجة لقتل علي عبد الله صالح قد أقيمت.

وجاء هذا التهديد الحوثي بعد سيطرة قوات حزب المؤتمر (الموالي لصالح) على المواقع الحيوية في العاصمة صنعاء، ودعوة الرئيس اليمني السابق لرفض أوامر الميليشيات.

حسين الحوثي 

وحسب تقرير لمرسل وكالة (الأناضول) التركية من صنعاء، فإن أحد المسلحين الحوثيين، وقف عند جثة صالح التي ظهرت آثار طلق ناري على جمجمته، قائلا: "سيدي حسين، يا صالح ما راح هدر"، في إشارة إلى مقتل مؤسس جماعة الحوثيين، زعيمها السابق، "حسين بدر الدين الحوثي"، على أيدي القوات الحكومية، يوم 10 سبتمبر 2004، خلال حكم صالح.

ويشار إلى أن الرئيس اليمني السابق، كان شن ست حملات عسكرية ضد الحوثيين في صعدة بين عامي 2004 – 2010، إلا أن خروجه من السلطة الرسمية عام 2012، مهد الطريق ليصبح الحوثي، العدو اللدود القديم، صديقا وحليفا جديدا له في معركة ضروس ضد ما يمكن وصفه بتوابع زلزال الربيع العربي الذي أطاح به.

مقتل حسين الحوثي

وكان الجيش اليمني أعلن قتله لحسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى عام 2004، إلا ان جثته لم تسلم لذويه، ويشاع بإن من قتله هو عميد في الجيش اليمني اسمه ثابت جواس. 

وبعد ذلك قامت خمس حروب أخرى، قاد فيها المعارك أخوه الأصغر عبد الملك الحوثي الزعيم الحالي للجماعة، بينما قدم الأخ الثالث يحيى بدر الدين الحوثي طلب اللجوء السياسي في ألمانيا. 

وكان جثمان حسين الحوثي تم تسليمه لجماعته بتاريخ 5 يونيو 2013 وأقاموا تشييعا لجنازته بمشاركة حشود كبيرة من اتباعه من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية. 

إيران ولبنان

يذكر أن حسين الحوثي ( 1959- 2004) المولود في مدينة الرويس بنى بحر في محافظة صعدة ، كان رحل حسين بدرالدين الحوثي مع والده بدرالدين إلى إيران ولبنان. 

حصل حسين الحوثي على الماجستير في العلوم الشرعية من السودان، ثم أسهم مع شخصيات زيدية بتأسيس حزب الحق في 1990 وفاز في الانتخابات البرلمانية العام 1993 م بمقعد في البرلمان اليمني ممثلاً للدائرة (294) في محافظة صعده من العام (1993-1997) كمرشح لحزب الحق . 

تلقى الحوثي دعماً من الحزب الاشتراكي في انتخابات 1993 وكان موقفه كما موقف حزب الحق مؤيداً للاشتراكي خلال الأزمة السياسية التي سبقت حرب صيف 1994. 

اتهم حسين الحوثي بمساندة الانفصال ومناصرة قوات الحزب الاشتراكي اليمني في حرب حرب صيف 1994 وبعدها ترك حزب الحق ولم يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية عام 1997 ولم يرشح نفسه مرة أخرى، وترشح شقيقه يحيى بدر الدين الحوثي وفاز بالمقعد عن حزب المؤتمر الشعبي العام، أما هو فقد تفرغ لحركة الشباب المؤمن (الحوثيين) وتكوين نواتها ونشر فكر الثقافة القرانية حسب اجتهاداته وتأسيس مدارسه في محافظة صعدة .

صراع 2004

وفي عام 2004، وبعد ترديده الشعار المعادي لأميركا وإسرائيل واللعنة على اليهود ونتيجة لقتال مسلح حدث مع الجهات الأمنية بالمحافظة ووقوع قتلى، بدأ الصراع يحتدم واعتبر أنه يتعرض لعدوان، وخلال الصراع إنضم له مؤيدوه من القبائل اليمنية بالإضافة إلى أتباعه من الطائفة الزيدية مما أدى إلى وقوع اشتباكات ومعارك عديدة بينه وبين الجيش اليمني في محافظة صعدة شمال اليمن، انتهت بمقتله مع مجموعة كبيرة من مناصريه.

يذكر أن الحكومة اليمنية كانت اتهمت حسين الحوثي بتأسيس مراكز دينية غير مرخصة كما دأب هو وأتباعة إلى شحن الآراء المعادية لكل من أميركا وإسرائيل وتمثل هذا في خطب الجمعة للحوثيي. 

كما اتهمته الحكومة اليمنية بعمالته لحزب الله اللبناني الذي نفى أن تكون له صلة بالحوثيين إضافة لنفي الحوثيين تلك التهم. ورغم كل تلك الاتهامات الا أنه في الحادي والعشرين من أغسطس 2013، اعترفت الحكومة اليمنية في شكل رسمي بأن الحروب التي شنها نظام علي عبدالله صالح على حسين بدر الدين الحوثي وجماعته بأنها كانت حروب ظالمة وغير مشروعة وقدمت اعتذارا رسميا لهم وأعلنت الحكومة اليمنية اعتذارها الرسمي لكل أبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها عن تلك الحروب.