إيلاف من لندن: خيم موقف دبلن من الحدود مع إيرلندا الشمالية، على محادثات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل يوم الاثنين، وأكدت ماي إنها واثقة من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الانتقال للمرحلة الثانية من محادثات الخروج.

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا خلال مؤتمر صحفي مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إنهما عقدا اجتماعا بناء اليوم "وكلا الجانبين يعمل بجد وبنية صادقة ونحن نتفاوض بجدية".

وأضافت "سنجتمع مرة أخرى قبل نهاية الأسبوع وإنني على ثقة بأننا سننهي ذلك بشكل إيجابي"، ومن جهته، وصف يونكر ماي بأنها مفاوضة صعبة المراس وقال إن عدم التوصل لاتفاق يوم الاثنين "ليس فشلا".

اجتماع بناء

وأضاف أن قضيتين أو ثلاث لا تزال مفتوحة على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال زيارة ماي لبروكسل. وقال للصحفيين"عقدنا اجتماعا بناء.. إنها مفاوضة صعبة وليست سهلة. إنها تدافع عن وجهة نظر بريطانيا بكل ما أوتيت من قوة".

وأضاف "لم يتسن التوصل إلى اتفاق كامل على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا والتقدم الكبير الذي حققناه نحن وفرقنا خلال الأيام الماضية بشأن القضايا المتبقية".

وقال يونكر إنه ما زال على ثقة في إمكان التوصل لاتفاق قبل اجتماع قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.

صفقة

وكانت محاولة تيريزا ماي لعقد صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خرجت عن مسارها بشكل كبير من قبل حلفائها من حزب العمال الديمقراطيين (الإيرلندي الشمالي) بسبب الامتيازات على الحدود الايرلندية.

وكان الحزب الديموقراطي قال إنه لا يستطيع تقديم تنازلات من شأنها ان تسمح للاتحاد الاوروبى ببدء مفاوضات تجارية خلال قمة الاسبوع المقبل، وتوقفت السيدة ماي عن محادثاتها لفترة قصيرة مع السيد جونكر لاستدعاء زعيم الحزب الديمقراطي الحر أرلين فوستر والتشاور بشأن اتخاذ ما يتعين من الخطط المستقبلية وذلك بعد تأكيد الحزب الديموقراطى انه لا يستطيع تقديم تنازلات من شأنها ان تسمح للاتحاد الاوروبى ببدء مفاوضات تجارية خلال قمة الاسبوع القادم.

حق النقض

يشار إلى أن فيل هوغان مفوض شؤون الزراعة في الاتحاد الأوروبي، وهو سياسي أيرلندي، قال إن دبلن ستواصل التمسك بموقفها بشأن استخدام حق النقض "الفيتو" في المحادثات الخاصة بالعلاقات التجارية بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد إذا لم تتلق ضمانات بشأن الحدود مع أيرلندا الشمالية.

وأضاف هوغان أن بريطانيا، أو أيرلندا الشمالية على الأقل، عليها البقاء في السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي لتجنب حدوث مشاكل تتعلق بالحدود التي تقسم الجزيرة.

وقال لصحيفة "ذا أوبزرفر"، يوم الأحد الماضي: "إذا بقيت المملكة المتحدة أو أيرلندا الشمالية في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي أو في السوق الموحدة، وهو ما سيكون أفضل، لن تكون هناك مشكلة بشأن الحدود".

ضمانات مكتوبة

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من قبل إن بريطانيا ستترك السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي بعد الخروج من التكتل. وتريد دبلن ضمانات مكتوبة بأن إجراءات الخروج لن تؤدي لفرض قيود صارمة على الحدود بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية.

وقال الاتحاد الأوروبي إن هناك حاجة لتحقيق "تقدم كاف" بشأن الحدود الأيرلندية وقضيتين أساسيتين أخريين قبل موافقة قادة الاتحاد الأوروبي على بدء محادثات تجارية مع بريطانيا في العام الجديد في قمة تعقد في 14 و15 ديسمبر.

ويقول مسؤولون في دبلن وفي الاتحاد الأوروبي، إن أفضل سبيل لتجنب وجود قيود مشددة على الحدود، التي قد تشمل فرض رقابة على جوازات السفر وقيودا جمركية، هي الإبقاء على قواعد تنظيمية واحدة في شمال وجنوب الجزيرة.

لكن الحزب الديموقراطي الذي يدعم حكومة ماي في أيرلندا الشمالية سيعارض أي اتفاق يعمل بموجبه الإقليم وفقا لقواعد تنظيمية مختلفة عن باقي أجزاء المملكة المتحدة.