إيلاف من لندن: تعج الانترنت بالكتابات الرديئة لركاكة لغتها وكثرة اخطائها الاملائية والنحوية وغياب السلاسة والوضوح في ما تريد ان تقوله. ولكن هناك كتابات جميلة ايضا سواء بلغتها أو افكارها.

ومن الصعب البرهنة على ان التكنولوجيا الرقمية تنتج كتاباً رديئين. والأرجح ان العالم يشهد من الافكار التي تُكتب بلا تدقيق أو تمحيص ما لم يُعرف مثيله في التاريخ. وعليه فان مستوى ما يكتبه الأشخاص ليس اسوأ منه في السابق ولكنهم يكتبون الآن أكثر بكثير من السابق.

ما لا شك فيه ان الانترنت تغير اللغة. فان كلمات ومصطلحات وطرقاً جديدة في اللعب بقواعد النحو تأتي وتزول أسرع منه في أي وقت مضى.

والأجيال السابقة كانت دائماً تشكو من كتابة الشباب، منذ ذلك المعلم السومري الذي انتقد كتابة تلاميذه قبل 4000 سنة. ولكن اللغة تتغير بسرعة مذهلة تضاهي سرعة انتشار الابتكارات على الانترنت.

وهذا يجعل تأليف كتاب عن اللغة في عصر الانترنت مشروعاً محفوفاً بالمطبات. ومن الجائز ان يصبح الكتاب عتيقاً خلال الفترة الممتدة بين كتابته ووصوله الى رفوف متاجر بيع الكتب. كما انه حين يصل الى الرف لا يبقى هناك فترة طويلة قبل ان يحل محله كتاب أحدث.

مع ذلك اختارت ايمي فايلا ان تكتب عن خبراتها حين كانت تعمل في موقع بازفيد المعروف بمتابعة اخبار المشاهير والمقالات الرقمية.

وتستعرض الكاتبة ما طرأ من تغيرات على اللغة الانكليزية وقواعدها وطرق استخدام الفواصل والنقاط لدى الكتابة بها والمختصرات والرموز الشائعة في الرسائل النصية التي يتبادلها الشباب.

وقد تبدو هذه كلها الدليل الذي يبحث عنه البعض على ان الانترنت والشباب يشاركان في قتل اللغة الانكليزية. ولكن فايلا تشير الى استطلاعات لغوية على موقع بازفيد يتمتع فيها آلاف القراء بالتعبير عن آرائهم اللغوية. وهم، على غير المتوقع ، قراء محافظون حين يتعلق الأمر بموقفهم من اللغة.

ويعني هذا ان اللغة ما زالت لها قواعد وان كتاب بازفيد ومحرري الموقع وقراءه يحرصون على الالتزام بهذه القواعد، وكل ما في الأمر ان هذه القواعد أكثر تغيراً الآن وتغيرها يحدث بسرعة أكبر مما يدرك غالبية الأشخاص.

فاليافعون والشباب نادراً ما يستخدمون الحروف الكبيرة أو الفواصل والنقاط في رسائلهم النصية ولكنهم حين يكتبون تقاريرهم المدرسية أو حين يكتبون لغرض النشر يعرفون تلقائياً ان قواعد مختلفة تسري في هذه الحالة.

وهناك اشخاص مثل فايلا في بازفيد مهمتهم فرض الالتزام بهذه القواعد إذا أُريد النشر على الموقع. والشباب يريدون ان يكون ما يكتبونه واضحاً وممتعاً مثل أي كاتب آخر. ومحررو بازفيد يعرفون ان القراء يستطيعون العزوف عن الموقع في اي وقت إذا لم تكن الكتابة بالمستوى اللائق.

الفارق ان ما يراه الشباب مثيراً يكون في أغلب الأحيان محيراً بنظر آبائهم الذي ينتمون الى جيل آخر.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الايكونومست". الأصل منشور هنا:

https://www.economist.com/news/books-and-arts/21731807-young-peoples-play-language-often-silly-and-sometimes-uglybut-it-shows-just-how?frsc=dg%7Ce