لندن: من الاحصاءات المثيرة في المجتمع البريطاني ان متوسط العمر الذي يعيشه الفرد البريطاني يزداد خمس ساعات كل يوم. والأكثر من ذلك ان الكثير من الانجازات الطبية التي تقف وراء هذه المكاسب تحققت في بريطانيا نفسها. فالقدرات العلمية في بريطانيا حققت اختراقات عديدة في علم الطب ، من اكتشاف المضادات الحيوية في الأربعينات الى حملات التلقيح واسعة النطاق في الخمسينات واستحداث طرق جراحية جديدة في الستينات والسبعينات وصولا الى العمل الريادي لفتح علم الجينوم في عهد أقرب. 

ويعتقد خبراء ان هذا التقدم الاستثنائي سيتواصل ، بل ويتسارع ، مع انتشار التكنولوجيا الرقمية وعلم الروبوتات والذكاء الاصطناعي والعلاجات ذات الدرجة العالية من الشخصنة لجملة امراض خطيرة.

ويتطلب الحفاظ على هذا الموقع إبقاء العلماء والمبتكرين والتكنولوجيين المقيمين في بريطانيا في صدارة التغيير. كما انه يتطلب الاقدام على مخاطر واجراء مناظرات مهمة عن سبل تذليل المآزق الأخلاقية التي يطرحها علم الجينوم. ومن الضروري في المقام الأول اشاعة بيئة ترعى مواطن القوة في العلم البريطاني وتجعل بريطانيا المكان الطبيعي للمبادرة العلمية.

وكتب وزير الصحة البريطاني جريمي هانت في صحيفة الديلي تلغراف ان الأشهر الثمانية عشر الماضية شهدت تعاون وزارته مع مؤسسة الخدمات الصحية والصناعة الصيدلانية والبيوتكنولوجية لاعداد استراتيجية طويلة الأمد تضع بريطانيا على الطريق السريع لتطور الطب الحياتي.

واشار هانت الى الاجراءات التي اعلنها لتمكين شركات الأدوية والتكنولوجيا الطبية من استحصال الموافقة على منتجات وعلاجات واعدة بسهولة وبسرعة. كما كشف الوزير عن صفقة قيمتها مليارات جديدة في مجال علوم الحياة بينها استثمار شركة أم أس دي العملاقة (او ميرك كما تُعرف في اميركا الشمالية) في مشروع جديد سيوفر 950 فرصة عمل في مركز ابحاث جديد في لندن وكذلك مشاريع رائدة في مدن ومناطق مختلفة من بريطانيا بما يضمن وصول منافع هذه المشاريع وفرص العمل التي توفرها الى اماكن تقع خارج المثلث الذهبي الذي يضم لندن وكامبردج واوكسفورد.

وبحسب وزير الصحة البريطاني فان اختيار بريطانيا لفتح هذه المشاريع يدحض التوقعات المتشائمة لمرحلة ما بعد بريكسيت قائلا ان الشركات تختار الاستثمار في بريطانيا لأنها واثقة من ان العوامل الاساسة التي جعلتها وجهة جذابة لمثل هذه الاستثمارات خلال السنوات الخمس والعشرين الماضي ستبقى قائمة بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي.

واوضح هانت اسباب ذلك قائلا ان لدى بريطانيا واحدة من أكثر القواعد العلمية انتاجية في العالم انجبت على سبيل المثال 80 عالماً فازوا بجائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء والطب فقط وهي موطن ثلاث جامعات من بين أفضل عشر جامعات في العالم. واضاف ان هذا الوضع لن يتغير بعد بريكسيت.

كما ان في بريطانيا نظاماً صحياً وطنياً واحداً يتيح للمجددين والمبتكرين اختبار منتجاتهم وتكنولوجياتهم وتقييمها وتحسينها على نطاق واسع. 

ولفت وزير الصحة البريطاني الى ان حكومته وعدت باستحداث نظام تنافسي للضوابط يخدم مصالح المرضى ويمكّن قطاع علوم الحياة في بريطانيا من الازدهار ، بما في ذلك اصدار الموفقات والتراخيص بسرعة.

وقال جريمي هانت في ختام مقاله ان بلداً ترك بصمته على علم الطب في احيان كثيرة مثل بريطانيا سيضمن "بقاءنا مركزاً عالمياً للاكتشاف العلمي زمناً طويلا في المستقبل".

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/opinion/2017/12/06/science-britain-will-thrive-whatever-outcome-brexit/