القدس: نشرت السلطات الاسرائيلية المئات من عناصر الشرطة الإضافيين في البلدة القديمة ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة قبيل صلاة الجمعة، بعد دعوات فلسطينية للتظاهر ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالمدينة عاصمة لاسرائيل.

وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس "تم نشر عدة مئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود في المدينة القديمة ومحيطها". وبدا الوضع هادئا صباح الجمعة في مدينة القدس القديمة حيث يقع المسجد الأقصى ويشارك الآلاف عادة في صلاة الجمعة.

وأعلنت إسرائيل نشر تعزيزات في الضفة الغربية اليوم بعد صلاة الجمعة، وذلك تحسبًا لوقوع مواجهات مع الفلسطينيين.

وتسود مخاوف من تصاعد العنف يوم صلاة الجمعة بعدما دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى "انتفاضة جديدة" في الاراضي الفلسطينية رداً على اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وتتجه الانظار خصوصًا الى باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية التي تشهد باستمرار صدامات، بعد مواجهات محدودة نسبياً بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين اسفرت عن سقوط عشرين جريحًا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة التي نشر فيها الجيش الاسرائيلي تعزيزات.

لكن يتوقع ان تجري تظاهرات ايضًا في دول اسلامية وخصوصا في اسطنبول وماليزيا، احتجاجا على قرار الولايات المتحدة حول القدس، بعد تلك التي جرت من باكستان الى تركيا مرورا بالاردن، حيث هتف المتظاهرون "الموت لاسرائيل" واحرقوا صور الرئيس الاميركي.

واحرق فلسطينيون غاضبون الخميس صور الرئيس الاميركي للاحتجاج على القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى المدينة المقدسة.

واصيب نحو عشرين فلسطينيًا برصاص مطاطي او حقيقي في صدامات مع الجيش الاسرائيلي.

وكان اضراب شامل عمّ الخميس الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث اندلعت مواجهات مع الجيش الاسرائيلي بالضفة الغربية. كما خرجت تظاهرات بمدن في رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم والقدس الشرقية المحتلة في الضفة الغربية وكذلك في قطاع غزة.

واغلقت المحلات الفلسطينية في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية، كما اغلقت المدارس استجابة لدعوة لاضراب عام.

وفرقت قوات الامن الاسرائيلية مئات المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع عند حاجز على مدخل رام الله، فيما أعلن الهلال الاحمر الفلسطيني ان 22 شخصًا اصيبوا بجروح بالرصاص الحي او الطلقات المطاطية بالضفة الغربية.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في غزة الى "انتفاضة جديدة".

من جهة اخرى، قصفت المدفعية والطيران الاسرائيليان الخميس قطاع غزة ردًا على اطلاق صواريخ من المنطقة المذكورة سقط احدها في اسرائيل، وفق ما افاد الجيش الاسرائيلي.

وينهي قرار ترمب الذي يأتي تنفيذًا لاحد وعود حملته الانتخابية في 2016، سبعة عقود من الغموض الاميركي بشأن وضع المدينة المقدسة التي تطالب بها اسرائيل والفلسطينيون. وقال ترمب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

والرؤساء الذين سبقوا ترمب من بيل كلينتون الى جورج بوش قطعوا الوعد نفسه لكنهم تراجعوا عن تنفيذه عند توليهم المنصب.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967، واعلنتها عاصمتها "الابدية والموحدة" في 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة. 

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة او الاشراف على المواقع المقدسة في القدس.

ولا يعترف المجتمع الدولي بالمدينة القديمة عاصمة لاسرائيل، ويقول إن المسألة لا يمكن ان تحل الا في مفاوضات -- وهو ما كرره الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في اعقاب قرار ترمب.