الرباط: قطع عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المنتهية ولايته الشك باليقين، في افتتاح المؤتمر الوطني الثامن للحزب السبت بالرباط، وأعلن نهاية الخلاف المثار داخل الحزب حول الولاية الثالثة، مطالبا أعضاء المؤتمر باختيار أمين عام جديد وفق القواعد التي يعتمدها الحزب، وأكد في الآن ذاته، على أن الحزب سيظل موحدا ولن يعرف أي انسحابات بدء بشخصه.

وقال ابن كيران، في كلمة القاها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمرالوطني الثامن، إن الحزب تلقى "ضربة جد قاسية بعد قرار إعفائه من تشكيل الحكومة، وقدرنا مصلحة البلاد، وقررنا أن نتفاعل إيجابا مع بيان الديوان الملكي، خصوصا وأننا تلقينا ضربة أخرى إضافية من بعد ضربة الإعفاء بإدخال الاتحاد الاشتراكي للحكومة، والمجتمع لم يتقبل ذلك".

ابن كيران يتوسط أعضاء الأمانة العامة في افتتاح المؤتمر الوطني الثامن

واعترف ابن كيران بأنه أساء التقدير عندما ظن أن الاتحاد الاشتراكي لن يفرض على الحزب حتى يشارك في الحكومة بعد إبعاده من تشكيلها، وقال "كنت لا أظن، وحتى فهمنا كان متواضعا في كثير من المناسبات (على قد الحال)".

وأضاف "اعتبرنا كلام العثماني ملزما للحزب ، وقررنا أن نتحمل مسؤوليته"، وأردف قائلا إن كل ما وقع "نتحمل فيه المسؤولية جميعا، وكان همي هو الوصول لهذا اليوم ، ونحن يد واحدة، ونختار قيادتنا بكل حرية".

وزاد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية موضحا "دبرنا المرحلة بصعوباتها وتجاذباتها، وتجاوز فيها البعض أحيانا الحدود، ومن الطرفين. الأصداء كانت تصلني باستمرار، ودخل حزبنا في خلاف سياسي وقانوني وفقهي لم نكن نتوقعه"، مقرا أنه تعمد تعطيل لقاءات الأمانة العامة حتى لا يقع الانفجار.

وقال ابن كيران " كنت أعد الأيام والساعات حتى نصل لهذا اليوم والكل منضبط".

جانب من افتتاح المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية المغربي

واضاف ان كلمته بالمؤتمر الوطني الثامن للحزب "ليست كلمة وداع. فالأجل يعلمه الله، لكنها كلمة وداع من الأمانة العامة للحزب"، مبرزا أنه "هو من طلب ألا يكون للمؤتمر جلسة افتتاحية، لأنه مؤتمر حرج، والمهم أن نخرج منه موحدين بقيادة جديدة، وقادرة على الاستمرار".

وتحدث ابن كيران في كلمته القوية عن موقف حزبه من المؤسسة الملكية، حيث قال :"موقفنا من الملكية غير مرتبط بموقفها منا"، مشددا على أن هذا الموقف "استراتيجي مبني على أسس شرعية ودستورية، وأن أيا من "العدالة والتنمية" لن يغير من هذا".

وزاد قائلا: سبق أن قلتها للملك وأكررها "حتى لو أدخلتني السجن سأبقى معك"، وذلك في رسالة مشفرة إلى إخوانه الذين اعتبروا أن استمراره في الأمانة العامة سيجعل الحزب في مواجهة مع المؤسسة الملكية.

وأفاد ابن كيران في كلمته التي تضمنت توجيهات لأتباعه على مستويات مختلفة:"عندنا نقطة قوة واحدة هي المرجعية الإسلامية بشكلها الحديث"، معلنا رفضه للعديد من تصورات تيارات الحركة الإسلامية في العالم العربي للمرجعية، لم نفهم بأن المرجعية هي التدخل في شكل اللباس وطريقة الصلاة.. هذا أنا لا أقبله"، قبل أن يضيف موضحا "فهمنا للمرجعية هي الصدق في الخطاب والقول والعمل والتصرف والوفاء بالجهود والوعود وهي القرب من المواطنين وجعل مصلحة الوطن قبل مصلحة الحزب".

وحذر ابن كيران من المس بالحرية في الحزب "لا تتساهلوا في الحرية ولا تتساهلوا في المسؤولية أيضا"، مؤكدا أنه على الرغم من الأزمة التي يعيشها الحزب "احترمنا ديمقراطيتنا حسب قوانينا، وقد نكون أخطأنا وربما كان علينا استصحاب بعض المقتضيات للمؤتمر، ولكن الأمر انتهى، وأي تعديل فأمامكم المستقبل، وعليكم أن تختاروا وتقدروا المصلحة واتخذوا القرار المناسب ، وسيسهل فيه الله".

ولم يفوت ابن كيران الفرصة دون الحديث عن قطع الطريق على الولاية الثالثة، حيث قال: "لا أخفيكم أن بعض الكلمات آلمتني ومازلت أتألم منها، ولكن اليوم هو يوم التسامح والتغافر والله يتجاوز على الجميع"، قبل أن يقاطعه المؤتمرين بالهتاف مرددين "ابن كيران ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، ويرد عليهم ساخرا: "إذن أنتم متفقون علي ، وكلكم تريدونني أن أرتاح.. جزاكم الله خيرا"،ويطلق ضحكته الشهيرة.

وأضاف ابن كيران "نحن جسد واحد وذات واحدة ومسار واحد، صحيح ، نحن نعيش ظرفا صعبا واهتزاز كبير لكننا سنبقى موحدين"، وزاد مشددا "تأكدوا سنظل موحدين بأفرادنا جميعا بدءا بابن كيران وباقي أعضاء الأمانة العامة"، وذلك في رد مباشر على القراءات والتوقعات التي ذهبت إلى إمكانية مغادرة ابن كيران الحزب بعد رفض التمديد له على رأس الحزب.