أعلن العراق اليوم انه تحفظ على قرار اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل، والذي اختتم بالقاهرة فجر اليوم، لانه دون المستوى المطلوب ولم يرتق لحجم التهديد الذي تواجهه القدس، داعيًا الدول العربية الى اتخاذ مزيد من الاجراءات السياسية والاقتصادية التي من شأنها حمايتها. 

إيلاف من لندن: قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية احمد محجوب إن وزير الخارجية ابراهيم الجعفري قد تحفظ على القرار العربي بسبب رفِض مقترح عراقي يتضمن اتخاذ اجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس "، حيث أعرب الجعفري عن أسفه لرفض المقترح العراقي وضعف القرار العربي لكونه دون المستوى المطلوب ولم يرتق لحجم التهديد الذي تواجهه القدس داعيًا الدول العربية الى اتخاذ مزيد من الاجراءات السياسية والاقتصادية التي من شأنها حماية القدس.

واضاف محجوب في بيان صحافي الاحد اطلعت "إيلاف" على نصه أن موقف وفد وزارة الخارجية العراقية جاء منسجمًا مع تطلعات شعب وحكومة جمهورية العراق وآمال الشعوب العربية بنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي تواجهها.

الجعفري يدعو لردود فعل غير تقليدية

وحذر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري خلال القائه كلمة العراق في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة لمناقشة تداعيات قرار الرئيس الاميركي بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من ان لهذا القرار الجائر تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة وعلى الإدارة الأميركية أن تنسجم مع أمتها وتاريخها لتصنع مستقبلها.

وشدد على ضرورة عدم اكتفاء العرب بالخطابات، لأنها لا توصل إلى نتيجة "بل ان نقدم على ردود فعل غير تقليدية وأن نحول الخطاب إلى ممارسة عمل حتى يحسب لنا أعداؤنا ألف حساب". 

وقال: "هذه ممارسة سرطانية تجعل المنطقة والعالم على شفا حرب لا طائل من ورائها".. مشيرًا الى إن العراق يقف في خط المواجهة الأول ضد الإرهاب الداعشي لكنه يصطف إلى جانب إخوانه في فلسطين ويبذل ما يستطيع أن يقدمه حتى لا يتأخر عن دعم القضية الفلسطيني".

واكد الجعفري في كلمته التي حصلت "إيلاف" على نصها على ضرورة اتخاذ قرارات جريئة، "لان المحنة قد تعرض المنطقة إلى دمار وعلى الجميع من موقع المسؤولية أن يسجلوا موقفاً للتاريخ، اذ ان هكذا محن كتبت في التاريخ عندما تخلف القادة، ولم تكن قراراتهم صحيحة".

وطالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة فجر اليوم الولايات المتحدة بإلغاء قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقالوا في بيان إن "هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه القدس هو تطور خطير وضعت به الولايات المتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام".

وأكد الوزراء العرب على "مطالبة الولايات المتحدة بإلغاء قرارها حول القدس".. مشددين على أن هذا القرار "باطل" و"لا أثر قانونياً له" ويقوّض جهود تحقيق السلام ويعمّق التوتر ويفجّر الغضب ويهدّد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار".

وأكد الوزراء أن القرار الأميركي "مدان" و"مرفوض"، مشيراً إلى أن الدول العربية ستعمل على "استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، وأن لا أثر قانونياً لهذا القرار".

وقرر الوزراء إبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد والاجتماع مجدداً في غضون شهر على الأكثر لتقييم الوضع و"التوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية" في الأردن الرئيسة الدورية حالياً للقمة العربية.