الرياض: يعرف علماء الأعصاب الكثير مما يدور في الدماغ عندما يقرر الشخص القيام بأمر ما. فمثلاً، يعرف العلماء ماذا يحصل في دماغ الإنسان عندما يحاول التقاط قطعة بسكويت من على الطاولة، لكنهم يجهلون ما الذي يحصل في الدماغ عندما يقرر الشخص التوقف عن القيام بالشئ، فهم لا يعرفون على وجه الدقه ما الذي يحصل عندما تمد يدك لتأخذ قطعة البسكويت ثم تقرر ألا تأخذها لأنك رأيت ذبابًا عليها.

بحث جديد نشر هذا الأسبوع، يقول إن جزءً جانبيًا في الجهة اليمنى من القشرة الجبهِية (rVLPFC) يعتبر مسؤولاً عن إدخال المعلومات ذات العلاقة في سياق الأمر الذي تنوي القيام به، ومن ثم تحدث الخطة الأساسية التي كنت تنوي القيام بها. 

وتقول الباحثة كيتي شو: "هذا الجزء ليس معنينًا بفعل التوقف نفسه، ولكنه يقوم برصد نية التوقف"، أما أستاذ العلوم المعرفية بجامعة إنديانا جوشوا بروان فيقول "إن ربط الطريقة التي يقوم بها الدماغ للتثبيط وكيف يقوم بإيقاف سلوك معين هو أمر مهم وله الكثير من الآثار على أمراض مثل اضطراب فرط الحركة وضعف الانتباه والإدمان". 

صنع القرار 

وبحسب الباحثة شو فإن الدور الذي يقوم به هذا الجزء من الدماغ هو مثار جدل بين علماء الأعصاب الذين يختلفون على درجة تحكم هذه المنطقة على إيقاف مهمة معينة. 

وبينما يعتقد بعض العلماء أن هذه المنطقة مسؤولة بالكامل عن عملية صنع القرار، يعتقد آخرون أن بعض مراحل صنع القرار تمر بأجزاء أخرى، وتقول الباحثة كيتي شو بأن بحثها يعزز النظرية الثانية. 

وتتفق نتائج هذه الدراسة مع البحوث الأخرى التي تبين أن هذه المنطقة من الدماغ تعالج المعلومات الداخلة في سياق معين، ويقول براون: "إن rVLPFC يمثل حالة العالم أمامك، وهذا يتضمن أشياء مثل ما هي القاعدة الحالية التي تحدد ما يمكنك وما لا تستطيع القيام به".

بالنسبة لبراون، فإن الأدلة المجمعة من مسح الدماغ البشري والخلايا العصبية تدعم نتائج الدراسة. 

طريقة العمل

تقول شو في الدراسات الإكلينيكية إن الناس الذين يعانون من الإدمان لديهم صعوبة أكبر في تنفيذ نوع الإشارة المسؤولة عن التوقف والمستخدمة في هذه الدراسة. وعلى الرغم من أن البحث لم يتناول الإدمان مباشرة، تقول شو إنه يثير تساؤلات حول طبيعة السلوك الادماني. وتقول، عندما تدرس مشكلة المخدرات، فالأمر ليس مجرد قدرة شخص ما على التحكم في تناول مخدر أو عقار. تضيف: "الأمر يتعلق بعملية التقييم المبكرة، من اللحظة التي تدرك فيها أن هناك جاذبية لهذا الدواء، وكيف ستقوم باتخاذ قرار التوقف وهل ستنجح في ذلك أم لا".

وبينما يمكن أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً من أجل ترجمة النتائج العلمية العصبية الأساسية إلى علاجات إكلينيكية، يقول براون إن فهم طريقة عمل الدماغ هو الخطوة الأولى الأكثر أهمية. "إذا فهمنا ما هي المناطق التي تشارك في السلوك التثبيطي، سنتمكن في نفس الوقت كيفية التحكم به".

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف. الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.popsci.com/this-tiny-bit-brain-helps-you-stop-doing-things#page-2