الرباط: هنأ عبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، خلفه الدكتور سعد الدين العثماني، بانتخابه أمينًا عامًا جديدًا للحزب، وسلمه هدية عبارة عن لوحة كان قد تسلمها من مؤسس الحزب الراحل عبد الكريم الخطيب.

وقال ابن كيران مخاطبًا العثماني بعد انتخابه "أنت إنسان عالم ولا تحتاج لنصيحة رجل مثلي، هذا الحزب أمانة في عنقك وبين يديك، وعليك أن تحافظ على الأسباب التي تجعل هؤلاء الشباب متحمسين"، وأضاف أشبه ما يكون بتحذير "إن ذهبت هذه الروح سيضيع كل شيء".

وأضاف ابن كيران في وصيته للعثماني أمام المؤتمرين، "أنت مطالب ببذل مجهود كبير للحفاظ على هذه القيم خصوصًا في هذه الظروف الصعبة"، وزاد موضحاً "لما وقعت هذه الأحداث ظهرت لي أخطاء، وكان أملي أن أصل لهذه اللحظة لأسلم اللوحة للأمين العام الجديد"، وذلك في إشارة الى الفترة الصعبة التي عاشها الحزب بعد اعفاء ابن كيران من تشكيل الحكومة .

ابن كيران يسلم لوحة تذكارية للعثماني

من جهته، رد سعد الدين العثماني، الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية المغربي، التحية لأمينه العام السابق وشكره على ما قدمه، حيث قال: "أشكر عبد الإله ابن كيران الذي قام بأدوار تاريخية في المرحلة السابقة، وسأعمل على الاستمرار في الطريق كما تعاهدنا على ذلك، حسب قدرتنا ووفق ما استطاعنا".

وقال العثماني في كلمة ألقاها عقب نيله ثقة غالبية الأصوات، "اليوم أعطيتم درسًا للأصدقاء والخصوم"، مؤكدا أن "الكثير من الناس تمنوا أن يكون العراك في المؤتمر وتنبأوا بأن هذا الحزب سينقسم، ولطالما روجوا لهذه الأطروحة ولكن الحمد لله خيبتم اليوم ظنونهم".

وأضاف الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب ينبغي أن يستمر في أداء "رسالته الإصلاحية القوية"، مسجلاً أنه "مهما كانت خلافاتنا في الرؤى والتقدير ينبغي أن نمضي قوة واحدة في الطريق إلى الأمام، ويجب أن نتحلى بالعزيمة الكاملة للاستمرار"، وذلك في تأكيد منه على أهمية وحدة الحزب واستمراره. 

وشدد العثماني على ضرورة أن يبقى حزب العدالة والتنمية "حزبًا ملتزمًا بالثوابت الوطنية، المرجعية الإسلامية أولا والوطنية وإعلاء مصلحة الوطن ثانيا، والملكية الدستورية وعلى رأسها أمير المؤمنين ثالثا"، وأردف قائلا: "هذه ثوابتنا ندافع عنها بكل جرأة ولا نخاف في ذلك أحدًا".

وذكر رئيس الحكومة المغربية أن "الأمين العام هو أمين عام للجميع ولن أسمح لنفسي أن أكون أمينًا عامًا لفئة دون أخرى"، مؤكدا أن "وجود حزب العدالة والتنمية في الحكومة ليس معناه أننا لن ندافع عن الشعب والفئات الهشة والوطن عموما، بل يجب أن نفعل ذلك كل من موقعه من رؤساء الجماعات والجهات ( المحافظات) إلى رئيس الحكومة"، وذلك في رسالة منه إلى منتقديه داخل الحزب لتجاوز الخلافات والعمل من أجل مصلحة الحزب. 

وأفاد العثماني بأن سيواصل العمل من داخل الحكومة دفاعًا عن مصالح الشعب والفئات الفقيرة "سنستمر مدافعين عن المستضعفين والفئات الأكثر هشاشة وكل المغاربة وسنقوم بمنجزات إن شاء الله"، مبرزًا أن الحزب سيطلق "حوارًا داخليًا سيستمر لأشهر حتى إنضاج رؤية وأطروحة جديدة، وإن اقتضى الأمر تنظيم مؤتمر استثنائي لمناقشة تلك الأطروحة والمصادقة عليها".

..