نصر المجالي: شهدت محكمة أميركية في نيويورك التي تنظر في قضية محمد هاكان أتيلا، النائب السابق للرئيس التنفيذي لبنك "خلق" المملوك للحكومة التركية، مفصلاً جديدًا قد يقود إلى توجيه اتهام لمسؤولين أتراك كبار وثيقي الصلة بالرئيس رجب طيب أردوغان. 

وخلال جلسات يوم الإثنين، أبلغ المحقق السابق في الشرطة التركية حسين كوركماز المحلفين في محكمة مانهاتن أنه هرب من تركيا العام 2016 خوفا من انتقام الحكومة منه، بعد أن قاد تحقيقًا ضد الفساد شمل مسؤولين بارزين، وأنه حمل الأدلة معه.

وكان المحقق كوركماز يدلي بشهادته في محكمة مانهاتن الاتحادية في محاكمة محمد هاكان أتيلا، النائب السابق للرئيس التنفيذي لبنك خلق المملوك للدولة التركية والمتهم بالإشتراك في خطة للتحايل على العقوبات مع تاجر الذهب رضا ضراب.

ووجه المدعون الأميركيون اتهامات لتسعة أشخاص في القضية بالتآمر لمساعدة إيران على تفادي العقوبات. ولم تعتقل السلطات الأميركية سوى ضراب (34 عاما) وأتيلا (47 عاما).

لهذا هربت

وقال كوركماز وهو يدلي بشهادته "أخذت زوجتي وابنتي وغادرت البلد الذي أحبه كثيراً". وأضاف أنه أتى في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة لمساعدة سلطات إنفاذ القانون حاملاً معه تسجيلات صوتية وغيرها من الأدلة من تحقيقه.

وأبلغ هيئة المحلفين أنه قرر أن يرحل عن تركيا في 2016 لأن مدعيًا آخر طلب إصدار أمر لاعتقاله، ولأنه لم يشعر بالأمان.

وأبلغ كوركماز المحلفين بأنه بدأ التحقيق مع ضراب في عام 2012 بتهمة تهريب ذهب وغسل أموال. وقال إن التحقيق سرعان ما اتسع ليشمل مسؤولين بالحكومة بينهم رجب طيب إردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك وظفر جاغليان وزير المالية وقتها، بالإضافة إلى سليمان أصلان المدير العام السابق لبنك خلق.

انقلاب قضائي

ووصف إردوغان التحقيق الذي أجري في عامي 2012 و2013 بأنه "انقلاب قضائي" دبره أعداؤه السياسيون، وقال إن القضية الراهنة في الولايات المتحدة لها دوافع سياسية أيضا.

ولم يقدم كوركماز تفاصيل بشأن أي خيط في تحقيقه، يؤدي إلى إردوغان. ولم توجه قط لإردوغان أي اتهامات ووصف التحقيق الذي أجري في عامي 2012 و2013 بأنه ”انقلاب قضائي“ دبره أعداؤه السياسيون، وقال إن القضية الراهنة في الولايات المتحدة لها دوافع سياسية أيضا.

وفي حين، قالت (رويترز) إنه لم يتسنَّ لها الحصول على تعليق من جاغليان أو أصلان، اللذين لم يتحدثا علنا عن القضية، فإن كوركماز قال إنه قام بتفتيش منزل أصلان، حيث عثر على صناديق أحذية مليئة بالأوراق المالية، والتي أوضح كوركماز أنها رشى من ضراب. وكان تاجر الذهب ضراب شهد في السابق بأنه قدم رشى إلى أصلان.

وأضاف أنه لم يرَ أي أدلة على أن أتيلا تلقى رشى. وذكر أنه بعد عملية التفتيش جرى نقله إلى وحدة أخرى.