أحرج فلاديمير بوتين بشار الأسد في القاعدة الجوية في حميميم مرتين، مرة لأنه قدم عليه ضابطًا روسيًا، ومرة لأنه مُنع من اللحاق بضيفه الروسي.


إيلاف من دبي: تعرض رئيس النظام السوري بشار الأسد الإثنين لموقف محرج جدًا. وفي التفاصيل، حين حلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مفاجئ في القاعدة الروسية في حميميم السورية، هرع إليه الأسد وحده، من دون أن يرافقه أيٌ من أركان نظامه. 

تباحثا، وانتهى الأمر، وخرج بوتين، المنتصر في سوريا، ليستعرض القوات الروسية المجمعة في القاعدة. حاول الأسد اللحاق به، كيف لا وهو رئيس البلاد؟ وهذا القيصر الروسي ضيفه..؟ إلا أن شريط الفيديو أظهر بما لا يقبل اللبس قيام ضابط روسي بمنع الأسد من اللحاق ببوتين، وإذعان الأسد بلا مناقشة، وبلا تخل عن ابتسامته العريضة، وبتأكيد حركة يده التي تدل على تساؤل سريع: "أأبقى هنا؟"

تبرير واهٍ

ذاع هذا الفيديو وشاع. وتناقلته صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وساق مؤيدو الأسد ونظامه الكثير من التبريرات، وحتى هناك من اعترف منهم بأن ما فعله بوتين "لا يليق" برئيس دولة منتصرة، وقصدهم بشار الأسد طبعًا.

إلا أن التبرير الذي كسر بحق كل الأرقام القياسية للخيال العربي المتفلت من كل عقال أتى من جانب أكثر مؤيدي الأسد تخيلًا وإسهابًا في تأليف الأقاصيص الخيالية، أين منها شهرزاد في لياليها الألف وليلة. إنه الشيخ أحمد شلاش، العضو السابق في مجلس الشعب السوري، الذي نشر منشوره على صفحته في فايسبوك، وخشي ألا يصل إلى الناس كلهم فكرره على صفحته في تويتر.

كتب شلاش: "شاهدت وقرأت الكثير من التعليقات السخيفة حول الخطأ البروتوكولي الذي حصل اليوم خلال استقبال أسد بلاد الشام للرئيس بوتين وسأوضح حقيقة الموقف حسب المعلومات المؤكدة التي وصلتني من مصادر رفيعة. الموضوع وباختصار أنه وأثناء توجه الرئيسين إلى المنصة وعند استدارة الرئيس بوتين حاول أحد الضباط إيقاف السيد الرئيس للطلب منه التوسط وتزكيته لدى الرئيس بوتين لأنه سيبلغ سن التقاعد قريبًا وبالطبع ما كان من القائد الإنسان إلا الوقوف والتعاطف مع هذا الضابط الروسي ووعده بأن يتحدث مع الرئيس بوتين بخصوص وضعه ولرفع راتبه والتمديد له في الخدمة العسكرية، مع العلم أن الرئيس بوتين عند إخباره بقصة الفيديو المتداول غضب وأمر بمعاقبة الضابط إلا أن تدخل القائد الأسد عالج الموقف البسيط الذي حصل وحسن من وضع الضابط المذكور".

مرتان

إلى ذلك، يوثق الفيديو نفسه لحظة وصول بوتين إلى مطار القاعدة في حميميم، حيث استقبله قائد عسكري روسي فوقف بوتين أمامه وقتًا اطول من الوقت الذي أمضاه مع الأسد الذي رحب بضيفه ومنقذه، ليكتفي بوتين بالقول: "نتحدث لاحقًا".

أثار ذلك موجة من الاستنكار والسخرية. اعتبر بعضهم أن تقديم قائد قاعدة عسكرية على رئيس دولة في بروتوكول المصافحة، ومنع رئيس الدولة المضيفة من مرافقة ضيفه، يوضحان نفوذ روسيا الكبير في سورية.

علق الصحفي السعودي صالح الفهيد على منشور وتغريدة شلاش: "هذا أحد شبيحة بشار الأسد المعروفين ويدعى احمد شلاش.. أراد أن يبرر الموقف المهين الذي تعرض له سيده، فتفتق ذهنه عن هذه القصة الهزيلة التي تكشف عن مدى استهانة شبيحة النظام بعقول الشعب السوري".

والفهيد كاتب عامود في صحيفة "عكاظ" السعودية، يقول إن الاسد اختار القرار الصحيح وانحاز إلى شعبه وامته العربية، واعطى الشعب السوري نصف ما سوف يعطيهم اليوم، وابتعد إيران كما طالبه اشقائه العرب لم بلغ الدرك الأسفل من الاذلال والمهانة على يد الروس وغير الروس".