جرت العادة ان تصب الاباما معظم أصوات ناخبيها لصالح الجمهوريين الذين لم يسبق لهم وان شعروا بمعاناة كبيرة في الولاية التي تعد واحدة من معاقل الحزب الجمهوري على امتداد البلاد.

إيلاف من نيويورك: في الاباما يشعر الجمهوريون براحة لا يجدونها بولايات أخرى، ونتائج الانتخابات رئاسية كانت أم نيابية او متعلقة بمجلس الشيوخ والإدارات المحلية تظهر مدى تقدم الجمهوريين على الديمقراطيين، غير ان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ بين دوغ جونز وروي مور طوت صفحة تاريخ طويل من تفوق الحزب الجمهوري بعد انتصار هائل حققه المرشح الديمقراطي.

سقوط مرشح ترمب

نجح دوغ جونز في اسقاط مرشح الرئيس دونالد ترمب والتيار المحافظ، بعدما حقق انتصارا مدويا في الولاية الحمراء بعدما حصل على 49,6% من أصوات الناخبين مقابل 48,8% لروي مور، ولم يكن احد يتوقع ان يفوز جونز خصوصا بعد اعلان الرئيس الأميركي دعمه الكامل للقاضي المحافظ رغم الاتهامات التي وجهت اليه بالتحرش جنسيا بفتيات قاصرات.

ترمب لم يكتفِ بدعم مور بل عمد الى شن هجوم على جونز معتبرا بانه سيكون دمية بيد تشاك شومر ونانسي بيلوسي بحال فوزه، ومشيرا الى ان المرشح الديمقراطي مؤيد لقضايا لا يحبذها مجتمع الاباما المحافظ كالاجهاض وزواج المثليين.

نتيجة الاباما صعقت ستيفن بانون الذي خاص معركة مور بوجه ترمب والمؤسسة الجمهورية في الانتخابات الجمهورية التمهيدية، ثم بوجه الديمقراطيين وميتش ماكونيل زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ، والذي توعده بانون بتجريده من منصبه.

نهاية حقبة تاريخية

وواجه مور حملة عنيفة في الأسابيع الأخيرة من قبل قادة الحزب الجمهوري الذين طالبوه بالانسحاب من السباق الانتخابي عقب الكشف عن فضائح التحرش الجنسي، وكذلك توعدته ايفانكا ترمب بمكان خاص في جهنم، ولكن والدها كان له رأي آخر اذا قال انه يريد مور في مجلس الشيوخ كي يساعد على تمرير اجندته التشريعية.

أهمية فوز جونز تكمن في ان هذه الولاية حرمت الديمقراطيين من الحصول على مقعد في مجلس الشيخ منذ اكثر من خمسة وعشرين عامًا، وكذلك أعطت جميع المرشحين الجمهوريين انتصارات كاسحة في الانتخابات، فعضو مجلس الشيوخ عن هذه الولاية ريتشارد شيلبي تفوق على منافسه الديمقراطي في انتخابات 2010 بواقع 65% 34,7%، وأيضا نجح جيف سيشنز عام 2008 في تحقيق فوز كاسح على فيفيان فيغرز، أما الرئيس الحالي دونالد ترمب فحصل على أصوات ما يقارب 63% من الناخبين مقابل 34% لهيلاري كلينتون.