إيلاف من نيويورك: لا يكاد يمر يوما دون أن تفرد الصحف الأميركية صفحاتها لأخبار تتحدث عن إمكانية عزل الرئيس دونالد ترمب وإخراجه من البيت الأبيض، شانها شأن معظم مسؤولي الحزب الديمقراطي الذين يتحدثون دوريا عن ضرورة الإطاحة برئيس البلاد.

أخبار سقوط ترمب المضافة الى تصريحات الديمقراطيين تبقى حبرا على ورق، فأهم وسائل الاعلام الأميركية وقعت في هفوات قاتلة في المعركة الشرسة الدائرة بينها وبين الرئيس، والأمثلة كثيرة على ذلك، ولكن عندما يتحدث رجل كروجر ستون عن مخاوفه فبلا أدنى شك يستحق هذا الموضوع التوقف عنده.

صديق موثوق

ستون يعد أحد أصدقاء ترمب الموثوقين من زمن طويل، والى جانب الصداقة لا يبخل الرجل الذي يتهم دائما بتبني نظريات المؤامرة بتقديم النصائح للرئيس، وذلك رغم عدم تسلمه أي مسؤولية رسمية سواء في الحملة الانتخابية او في الإدارة التي شكلها سيد البيت الأبيض بعد فوزه بالانتخابات.

في حديث لمجلة فانيتي فير، قرع ستون جرس الإنذار واعرب عن تخوفه من إمكانية توجيه روبرت مولر المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات، اتهامات مباشرة الى ترمب تتعلق بهذا الملف كعرقلة سير العدالة.

غاضب على فريق ترمب القانوني

وصب صديق ترمب جام غضبه على الفريق القانوني للأخير، قائلا ان الأشخاص الذين لا يعلمون بأن مولر سيوجه اتهاماته، هما تيد كوب (رئيس الفريق القانون)، والمحامي جون دود، بالإضافة الى الرئيس نفسه.

واراد ستون من خلال تحذيراته دفع ترمب الى اتخاذ خطوات جدية لمواجهة مولر، وعدم سماع نصائح رئيس فريقه القانوني تي كوب الذي سبق له وان وعده بان التحقيقات ستنتهي مع حلول عيد الشكر، وعندما فشلت توقعاته ضرب موعدا آخر في أواخر كانون الثاني من العام القادم.

تخوين مسؤولي الادارة

ستون لم يقف عند موضوع مولر بل ذهب حد تخوين أعضاء إدارة ترمب حيث قال، ان نيكي هايلي مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وجهت طعنة الى ظهر الرئيس، بعد التصريحات التي ادلت بها منذ أيام قليلة حول اتهام سيدات لترمب بالتحرش جنسيا بهن.

وكانت هايلي قالت في تصريح لها، تعليقًا على اتهامات السيدات لترمب بالتحرش بهن، "اعتقد إننا سمعنا منهن (النساء) قبل الانتخابات. وأعتقد أن أي امرأة شعرت بانتهاك أو شعرت بسوء المعاملة بأي شكل من الأشكال، لديهم كل الحق في الكلام، ويجب التعامل مع شكواه".ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين مقربين من ترمب قولهما، "إن الرئيس غاضب جداً من تصريحات هالي"، خصوصاً أنه تأتي في وقت "يشعر الرئيس بالإحباط الشديد من اتهامات التحرش التي تلاحقه".

عزله ممكن

وذهب ستون ابعد من ذلك في معرض حديثه عن مسؤولي إدارة ترمب، اذ قال، "يمكن إزاحة ترمب من منصبه لأنه أحاط نفسه باشخاص غير مخلصين"، محذرا "من ان اثنين فقط من أعضاء الحكومة قد يصوتون ضد التعديل الخامس والعشرين الذي يتيح لمجلس الوزراء، بحال موافقة ثلثي أعضائه، عزل الرئيس من منصبه وتعيين نائبه بدلاً عنه، إذا رأوا أنه عاجز عن أداء وظيفته، أو في حالة وفاته أو مرضه.

وجدير بالذكر ان ستون بات الشخص الثاني الذي يحذر ترمب من التعديل الخامس والعشرين، فكبير مساعدي الرئيس سابقا للشؤون الاستراتيجية ستيفن بانون، اخبر ترمب "من أن عزله إن تم سيكون بناءً على التعديل الخامس والعشرين في الدستور لا من خلال الكونغرس".