فيما دعا الأمن الكردي المتظاهرين في اقليم كردستان إلى عدم اللجوء إلى العنف خلال احتجاجاتهم، حذر مما قال إنه عدوان على قوات البيشمركة تحشد له القوات العراقية.. بينما دعا علاوي إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الفتنة.

لندن: قالت السلطات الأمنية بمحافظة السليمانية (333 كم شمال شرق بغداد) التي شهدت اليوم تظاهرات احتجاج دعت إلى اسقاط الحكومة وأسفرت عن حرق مقار أمنية وحزبية في بيان انها "تحترم جميع فئات المجتمع من كسبة وموظفين وباقي المواطنين وتتعامل معهم بشكل متساوٍ وبلا تفريق مشيرة إلى أنّها حلقة وصل بين السلطة والمواطنين".

ودعت المواطنين إلى ضرورة النظر "بعين المودة إلى القوات الأمنية بعيدًا عن العنف وان تشمل هذه النظرة جميع الأحزاب السياسية" وذلك بعد ان تعرضت مقار أمنية وحزبية إلى هجوم للمحتجين اضرموا النار فيها. 

ودعت السلطات الأمنية المنظمات المدنية إلى التعاون مع الشرطة لتعزيز الأمن والاستقرار عند التظاهرات من اجل سلامة المواطنين والقوات الأمنية.

تحذير من "عدوان" للقوات العراقية على البيشمركة

وبالترافق مع ذلك فقد حذر مجلس أمن إقليم كردستان الإثنين من وجود تحركات للقوات العراقية للهجوم على قوات البيشمركة بحسب قوله. وعبر المجلس في بيان تداولته مواقع كردية اطلعت عليها "إيلاف"عن قلقه من تحشد القوات العراقية بالقرب من مخمور جنوب غرب مدينة أربيل استعداداً للهجوم على مواقع تابعة لقوات البيشمركة.

وأشار المجلس إلى "أن المعلومات الاستخباراتية تظهر في الأيام الخمسة الماضية ان هناك خططاً للجيش العراقي والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع لمهاجمة طريق كوير - ديبكه - دبس الذي يربط الموصل بكركوك. 

وأوضح بأن "قوات البيشمركة انسحبت من مخمور في تشرين الاول أكتوبر الماضي إلى الموقع الحالي لتفادي الاشتباكات العسكرية مع قوات الأمن العراقية ولهذا تطالب الحكومة العراقية بأن توقف هذا التقدم.

وناشد مجلس أمن إقليم كردستان المجتمع الدولي بإدانة ما اسماها التحركات العسكرية العدوانية العراقية مطالبا الحكومة الاتحادية بقبول دعوات إقليم كردستان للحوار وتسوية الخلافات بين الطرفين. وأكد المجلس قيام القوات العراقية بنشر قوات اضافية قرب قضاء مخمور (جنوب غرب أربيل) استعداداً للهجوم على قوات البيشمركة.

علاوي يدعو لضبط النفس

ومن جهته فقد حذر نائب الرئيس العراقي اياد علاوي مما اسماها أجندات لا تريد الخير لإقليم كردستان فيما دعا الاحزاب والنقابات والتجمعات المدنية في الاقليم إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الفتنة.

وأوضح علاوي في تصريح صحافي بعث مكتبه الاعلامي بنصه إلى "إيلاف" أن المواطن الكردي تُرك ليتحمل نتائج وتداعيات استمرار الأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بعد أن كان يُمنّي النفس بايجاد حلول عاجلة لموضوع تأخر الرواتب وهو ما أثر سلبا على وضعه المعيشي.

وعا إلى تحرك عاجل لأجل حسم ملف الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان في ضوء المبادرة التي تقدم بها والجهود التي يبذلها الرئيس فؤاد معصوم.. مشددا على ضرورة تحمل الحكومة الاتحادية مسؤولياتها إزاء التطورات التي يشهدها الاقليم.. لافتا إلى أنّ تفاقم الأوضاع ستكون له تداعيات سلبية لن تتوقف عند حدود الاقليم.

وفي وقت سابق اليوم أضرم متظاهرون اكراد غاضبون النار في عدد من المقار الحزبية والأمنية في بلدة بيرة مكرون في محافظة السليمانية خلال احتجاجات مناهضة للحكومة وتطالب بمحاربة الفساد. 

وقام المحتجون بحرق مقار لحركة التغيير والحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومقر للجماعة الاسلامية وآخر للاتحاد الاسلامي ومقر لقوات الأمن في "بيرة مكرون" الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة السليمانية.

وتشهد عدد من مدن محافظة السليمانية ثاني اكبر مدن اقليم كردستان حاليا تظاهرات واسعة شارك فيها الاف بينهم معلمون وموظفون ونشطاء تطالب باستقالة حكومة الاقليم ومحاربة الفساد بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة في الاقليم.

وردد المتظاهرون شعارات ابرزها "يسقط اللصوص" و"الموت لبارزاني ويسقط طالباني" و"لتسقط الحكومة الفاسدة" و"تسقط الحكومة التي خسرت مناطق متنازع عليها" في أشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مؤخرا.

 وقامت شرطة مكافحة الشغب باطلاق غاز مسيل للدموع على المتظاهرين ما ادى إلى وقوع عدد من حالات الاختناق كما اغلقت قوات الأمن عددا من الشوارع الرئيسة في السليمانية واخرى تؤدي إلى مقار حزبية وانتشرت دوريات في عموم المدينة. 

ولم يتسلم الموظفون في حكومة الاقليم رواتبهم منذ ثلاثة اشهر وتقوم السلطات في الاقليم هذه الايام بدفع رواتب شهر ايلول سبتمبر الماضي فيما فرضت اجراءات للادخار الاجباري كما يعيش القطاع الخاص ركودا وازمة حادة الامر الذي دفع عشرات من الشركات المحلية إلى غلق ابوابها.