القامشلي: اتهمت قوات سوريا الديموقراطية الاثنين الرئيس السوري بشار الأسد بفتح الحدود أمام "الإرهاب الأجنبي" بعد ساعات من اتهامه المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لهذه القوات، بـ"الخيانة" جراء تعاونهم مع واشنطن.

وقالت قوات سوريا الديموقراطية في بيان "نعتقد أن بشار الأسد وما تبقى من نظام حكمه هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة و تجلياتها".

أضافت "هذا النظام هو من فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض، كما أنه هو بالذات الذي أطلق كل الإرهابيين من سجونه ليوغلوا في دماء السوريين".

ولطالما اتهمت المعارضة السورية النظام السوري عند اندلاع النزاع في العام 2011 باطلاق معتقلين متشددين وتسهيل دخول مقاتلين عبر الحدود، لتشويه صورة الاحتجاجات التي بدأت سلمية ضد النظام قبل ان يتم قمعها بالقوة وتتحول تدريجياً الى مواجهات مسلحة مع تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية. لكن دمشق تنفي هذه الاتهامات.

تأتي مواقف قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، رداً على تصريحات للأسد في وقت سابق الاثنين اعتبر فيها "كل من يعمل لمصلحة الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (...) وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة".

وفي معرض ردها على الأسد، اعتبرت قوات سوريا الديموقراطية أن النظام "هو بذاته أحد تعاريف الخيانة التي إن لم يتصد لها السوريون، سيؤدي بالبلاد إلى التقسيم، وهو ما لن تسمح به قواتنا بأي شكل من الأشكال".

وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد، الذي يشكلون نحو 15 في المئة من السكان بدءاً من العام 2012. وعملوا على تمكين "إدارتهم الذاتية" في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، فأعلنوا "النظام الفدرالي" وبنوا المؤسسات على أنواعها وأجروا انتخابات لمجالسهم المحلية. 

وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكونات قوات سوريا الديموقراطية التي خاضت بدعم من التحالف الدولي معارك ضد تنظيم داعش، وطردته من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة.

ولطالما أعربت دمشق عن رفضها دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد، مؤكدة نيتها استعادة السيطرة على كل أراضي البلاد. إلا أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب في وقت سابق عن استعداد دمشق الحوار مع الاكراد حول اقامة "ادارة ذاتية".