لندن: يمكن لنظرة المجتمع إلى التعديل الوراثي وتحرير الجينوم ان تمارس تأثيراً كبيراً في طبيعة الضوابط التي تفرضها السلطات على هذه التكنولوجيات وسرعة تطورها. 

وتناول باحثون من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية في دراسة اخيرة التطبيقات الممكنة لهذه التكنولوجيات على الماشية لزيادة انتاج الغذاء بما في ذلك برامج تربية الماشية والجوانب الأخلاقية لتكنولوجيات التعديل الوراثي وتحرير الجينوم. 

وخلص الباحثون إلى أن قيام المجتمع بدور نشيط ضروري لدعم التطورات العلمية.

معلومات صادقة

 وقالت رئيسة فريق الباحثين الدكتورة سوزان اريكسون ان من المهم ان يقدم العلماء معلومات واضحة وصادقة عن الطرق المختلفة واستعمالاتها الممكنة ونتائجها. 

واضافت ان مناقشة الأبعاد الأخلاقية مع ذوي العلاقة واصحاب المصلحة في هذه التكنولوجيات وادراك ما يمكن ان تثيره من جدالات قد يقلل خطر سوء الفهم. وقالت ان ترك هذه الجوانب لمن ليس لديهم معرفة بعلم الوراثة وتربية الحيوانات سيكون "سيناريو مؤسفاً". 

وركز فريق الباحثين الذي ضم ثلاثة مختصين بعلم الوراثة وآخر مختصاً بالأخلاق على تطبيقين في مجال تربية الماشية هما تحرير الجينوم لانتاج ابقار حلوبة بلا قرون والتعديل الوراثي لتحسين صحة الضرع. 

ويجري في الحالة الأولى تعديل جين موجود في هذه الفصيلة فيما يُضاف في الحالة الثانية جين غير موجود في الماشية إلى جينوم البقرة. 

وقال رئيس تحرير مجلة "جورنال اوف ديري ساينس" المختصة بعلم الألبان ماثيو لوسي إن المسألة لم تعد امكانية استخدام التعديل الوراثي وتحرير الجينوم بل ما إذا كان ينبغي استخدام هذه التكنولوجيا وما هو مقبول فيها. 

ودعا لوسي إلى تعاون دولي لأن المادة الوراثية المستخدمة في صناعة الألبان موجودة في سائر انحاء العالم كحيوانات منوية مجمدة تُستخدم في التخصيب الاصطناعي للأبقار.

 من السلبيات المحتملة حدوث تشوهات غير متوقعة في الأجنة أو العجول نتيجة استخدام طرق تناسلية متقدمة في تحرير الجينوم والتعديل الوراثي. كما توجد تساؤلات اخلاقية عن "طبيعية" كل من الطريقتين والحفاظ على جينوم البقرة واحترام حياتها والحرص على راحتها. 

ومن شأن الاجابة عن هذه التساؤلات ان يساعد في تحديد موقف الرأي العام وتطوير علم التعديل الوراثي وتحرير الجينوم.

 وقالت الدكتورة اريكسون ان التكنولوجيات الجديدة لكي تُعتمد وتُطبق بسرعة يجب ان تكون مناسبة للاستعمال اليومي ونافعة لبرنامج تربية الماشية وزهيدة الكلفة ولكنها يجب ان تنال قبول المجتمع ايضاً. واضافت ان السؤال عما إذا كان المجتمع سيقبل مواد غذائية منتجة بالتعديل الوراثي ومتى يقبلها يبقى سؤالا مطروحاً. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ساينماغ". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://scienmag.com/genetic-modification-and-genome-editing-rely-on-active-roles-for-researchers-and-industry/