لندن: قال رئيس حكومة اقليم كردستان العراق الشمالي ان الاقليم يتعرض الى تهديد جدي وان هناك مؤامرة كبرى ضده مشددًا على أن حكومته ستمنع الفوضى في إشارة الى الاحتجاجات الشعبية وكشف عن تلقيه رسالة من الرئيس معصوم عن بدء الحوار بين بغداد وأربيل مطلع العام الجديد.

وحذر بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لحكومته في أربيل عاصمة اقليم كردستان اليوم من ان الاقليم يتعرض الى مؤامرة تحاك ضده هي أكبر مما يتصور الجميع. وأكد انه سيضع حدا لمثيري الفوضى في تظاهرات الاحتجاج التي يشهدها الاقليم منذ الاحد الماضي. 

وقال "اننا امام تهديد جدي ومؤامرة اكبر من ان يتم تصورها تستهدف تقويض الأمن والاستقرار. وأضاف أن المظاهرات من حق الجميع "ولكن حينما تتحول الى فوضى فعلينا ان نضع حداً لمثل هذه الأمور".. مشددا على ضرورة الالتزام بسلمية التظاهرات". 

وأشار إلى أنّ إحراق البنايات الحكومية والادارية لم تكن من ضمن مطالب المتظاهرين بل كانت هناك اياد خلف هذه الاحداث. وأكد ان السلطات في الإقليم ستمنع المؤامرة.. منوها إلى أنّه اذا كانت التظاهرات حق طبيعي للجميع فأن خلق الفوضى وحرق المباني الحكومية والمقار الحزبية لا يكون ضمن إطار التعبير عن الرأي.

وأكد بارزاني وجود أياد خفية تحاول احداث فوضى في كردستان وجهات تدعم هذه الفوضى مشيرا إلى أنّ السلطات الأمنية في الإقليم وشعب كردستان سوف يواجهون كل الحالات التي تريد النيل من الإقليم.

الحوار مع بغداد 

وجدد بارزاني التزام حكومته بحل المشاكل العالقة مع بغداد وفقاً للدستور العراقي موضحا انه تلقى رسالة من رئاسة الجمهورية حول بدء الحوار مع بغداد من دون الكشف عن تفاصيل اخرى.

وأكد احترام قرار المحكمة الاتحادية "بشأن عدم دستورية الاستفتاء على الانفصال" وقال "ويجب حل خلافاتنا مع بغداد في اطار الدستور العراقي".. وزاد "نحن نملك الارادة لذلك ونتمنى ان تكون بغداد كذلك". 

وفي وقت سابق اليوم أعلنت مصار كردية ان الرئيس فؤاد معصوم قد بعث رسالتين احداها الى رئيس الوزراء حيدر العبادي والأخرى الى رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني طلب فيهما من الجانبين المباشرة بحوار جدي لحل الخلافات منوها إلى أنّ هذا الحوار سيبدأ بعد عطلة رأس السنة الحالية. 

وقال معصوم في رسالته إن اجتماع الإقليم والمركز سيعقد بتحكيم طرف ثالث موضحًا أنّ المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق سيكون له دور التحكيم في اجتماع الإقليم والمركز.

بارزاني لا يجيد التعبير بالعربية

وردًا على سؤال حول أسباب عدم تحدثه باللغة العربية أشار بارزاني إلى أنّه يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة بشكل جيد الا انه يواجه صعوبة في التحدث بها.

وأكد قائلا "انني اجيد القراءة والكتابة بها ولكن للأسف لدي صعوبة بالتحدث".. مضيفا "سأتعلمها لمصلحة ووحدة العراق". وأضاف أن "عمقي عراقي ولست كردياً فقط".

انسحاب وزراء التغيير والجماعة الاسلامية

وعن انسحاب وزراء حركتي التعيير والجماعة الاسلامية من حكومته فقد عبر بارزاني عن احترامه لقرارهما وقال ان التغيير منذ زمن قد انسحبت من الحكومة وفضلت ان تبقى ضمن الإدارة المحلية في محافظة السليمانية.

وأوضح قائلا "انه بالنسبة للجماعة الإسلامية لا افهم لماذا انسحبوا كان من الافضل ان يتحدثوا معنا قبل ذلك وان يطلبوا منا عقد اجتماع وان يشرحوا لنا أسباب انسحابهم ومع ذلك نحن نحترم قرار انسحاب الكتلتين".

وأعلنت حركة التغيير والجماعة الاسلامية انسحابهما من الحكومة احتجاجا على استمرار "سلطات الإقليم ابتطوير الفساد السياسي، القانوني، الاقتصادي والمالي بصورة واسعة، وتمديدها سنتين لرئيس الإقليم خارج الأطر القانونية وعطلت برلمان كوردستان ولم تقبل الشراكة الحقيقة كعادتها، ولم تكن مستعدة لإجراء إصلاح حقيقي". 

واتهمت الحركة والجماعة في بيان مشترك اطلعت على نصه "إيلاف" سلطات الاقليم بالتسبب في "أزمة اقتصادية ومالية كبيرة بسبب عقليتها وفشل شكل إدارتها للحكم وأخيرا تعرضت كردستان لنكسة وهزيمة تاريخية وسياسية وعسكرية ومعنوية وجماهيرية واقتصادية ومالية، بسبب عناد المجلس الأعلى للإستفتاء وانتهاجه سياسة غير واقعية". 

وأشارتا إلى أنّه بعد الاستفتاء "أردنا أن نمنح فرصة للسلطة لتؤدي المهام التي تقتضيها المرحلة الحالية وتقوم بتشكيل حكومة مؤقتة لتدير حوارًا ناجحًا مع بغداد وتعمل لتحسين الرواتب ومعيشة الناس وتتخذ الاستعدادات لانتخابات نزيهة بعد تنقية سجل الناخبين من مئات آلاف الأصوات المزورة ولكن بعد أشهر من انتظار النتائج خاب أمل بقائنا في هذه الحكومة". 

وشددتا على الاسراع بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مؤقتة وتأييدهما للمطالب الشرعية للمواطنين في إطار نضال مدني بعيد عن العنف. وحملتا قوات البيشمركة والآسايش مسؤولة حماية أرواح المتظاهرين.

وأكدتا انه "ليست هناك أية ذريعة لاعتقالهم وإيذائهم وقتلهم ومن هنا نطالب بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين. وفي الوقت نفسه ندين ظاهرة إحراق المراكز والمقرات الحكومية والحزبية ونعتبرها عملا غير مدني".

وأشارتا إلى أنّه لاقيمة لإجراء أية انتخابات في إقليم كردستان قبل تنقية سجل الناخبين حيث انه لو أجريت الانتخابات قبل القيام بذلك، فهذا يعني أنه قد تم ضمان نتائج الانتخابات مسبقا. 

دعوة للاضراب العام واطلاق سراح المعتقلين

واليوم الخميس دعا المعلمون المحتجون في السليمانية حكومة اقليم كردستان الى الاسراع بمعالجة الأزمة التي يعاني منها الاقليم او حلها في حال عدم تمكنها من ذلك. 

وقال المعلمون في بيان إنه "من أجل إيصال معاناتنا حاولنا بشتى السبل وبعيدا عن العنف ولم نتلقى ردا لحين وصول الامور الى هذا اليوم الذي بدأت السلطة بتوجيه اسلحتها ضد المتظاهرين".. وحملوا "السلطات والحكومة مسؤولية تدهور الاوضاع في الاقليم".

ودعوا جميع المعلمين الى الإضراب عن الدوام قائلين "من المخجل جدا أن يكون المعلم صامتا وصديقه يستشهد أو يعتقل".. وطالبوا حكومة الاقليم بالاسراع في معالجة الأزمة التي تعاني منها الاقليم واطلاق سراح المعتقلين والسماح بتنظيم المظاهرات المدنية وإخراج القوات المسلحة من المدن.. مهددين بإستمرار الاحتجاجات وتوسيعها في حال عدم معالجة المشاكل.

وتشهد عدة مدن في محافظة السليمانية الشمالية تظاهرات واسعة منذ الاحد الماضي يشارك فيها الالاف بينهم معلمون وموظفون ونشطاء تطالب باستقالة حكومة الاقليم ومحاربة الفساد بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة في الاقليم.

وردد المتظاهرون شعارات ابرزها "يسقط اللصوص" و"الموت لبارزاني ويسقط طالباني" و"لتسقط الحكومة الفاسدة" و"تسقط الحكومة التي خسرت مناطق متنازع عليها" في أشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مؤخرا.

 ولم يتسلم الموظفون في حكومة الاقليم رواتبهم منذ ثلاثة اشهر وتقوم السلطات في الاقليم هذه الايام بدفع رواتب شهر ايلول سبتمبر الماضي فيما فرضت اجراءات للادخار الاجباري كما يعيش القطاع الخاص ركودا وازمة حادة الامر الذي دفع عشرات من الشركات المحلية الى غلق ابوابها.