بات واضحًا أن صراع ترمب وروبرت مولر المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية عام 2016 لا يحتمل أنصاف الحلول، فإما فشل كامل لفريق التحقيق، أو إصدار إتهامات من شأنها إدانة شخصيات تعد من الدائرة الضيقة المحيطة بترمب.

إيلاف من نيويورك: الرجلان يعيشان في سباق مع الزمن، ويحتفظان بأوراقهما الحاسمة للحظات الحرجة. لم تنجح حملة الانتقادات العنيفة الموجّهة ضد مولر على خلفية رسائل وتبرعات مساعديه المناهضين لترمب في إزاحته، لكنها ساهمت في قرع جرس الإنذار بالنسبة إلى المحقق الخاص، بحيث إن هدف أنصار ترمب زعزعة الثقة بتحقيقات مولر.

تضييق الخناق على كوشنر
المحقق الخاص بدا من جهته يضيّق الخناق أكثر على صهر الرئيس جاريد كوشنر، مستفيدًا من عوامل عدة، لعل أبرزها تصريحات ستيف بانون الأخيرة، والتي تناول خلالها المساعي التي قام بها كوشنر خلال الحملة الانتخابية مع الروسي، وبحسب المعلومات في هذا السياق فإن الشهر الأول من العام المقبل قد يشهد مفاجأة كبيرة في موضوع صهر ترمب.

قرار التاسع من مايو
ورغم إعلان الرئيس عدم نيته طرد مولر من منصبه، غير أن المخاوف من تكرار قرار التاسع من مايو الماضي (تاريخ طرد جيمس كومي من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفدرالية) تزداد أكثر فأكثر، خصوصًا أن التجارب السابقة مع ترمب تنبئ بقدرته على إحداث المفاجآت الضخمة في أوقات غير متوقعة.

المعسكر المناوئ لترمب يستعد لأسوأ السيناريوهات المتمثلة في قيام الرئيس بطرد مولر، وتفيد المعلومات بأن منظمات وجماعات تقدمية يسارية بدأت تحضر نفسها لتنظيم احتجاجات ضخمة في المدن في حال اتخذ ترمب القرار الخطير.

الاستعدادات
وعلى شبكة الانترنت، أنشأ موقع الكتروني حمل اسم (ترمب ليس فوق القانون)، ويقدم هذا الموقع شرحًا مسهبًا للخطوات التي ستُتخذ في حال إقدام الرئيس على طرد روبرت مولر.

القائمون على الموقع قالوا "إن دونالد ترمب يدرس قرار طرد المحقق الخاص روبرت مولر الذي يقود تحقيقات وزارة العدل حيال الأنشطة غير القانونية المحتملة التي قام بها دونالد ترمب وأعضاء الحملة الرئاسية، وجهودهم المبذولة لإخفاء تلك الأنشطة".

واعتبروا أن "القرار في حال اتخاذه سيشكل أزمة دستورية لبلدنا. وسيتطلب ذلك ردًا فوريًا لا لبس فيه من أجل إظهار عدم تسامحنا مع إساءة دونالد ترمب استخدام السلطة".

وتستعد هذه المنظمات لتنظيم احتجاجات في مناطق مختلفة في الولايات الأميركية، وحددت على الموقع الالكتروني أماكن التجمع في كل ولاية، وأشارت إلى أنه وفي حال اتخاذ ترمب لقراره قبل الساعة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، فالتجمعات ستبدأ عند الخامسة مساء. أما في حال أصدر قراره بعد الساعة الثانية، فتبدأ الاحتجاجات في اليوم التالي.