بغداد: نفى البرلمان العراقي علمه بأي زيارات لأعضاء سابقين أو حاليين فيه إلى إسرائيل. وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي سمرة الموسوي، اليوم الاربعاء، إن لا علم للجنتها بشأن زيارات المسؤولين العراقيين إلى إسرائيل، مرجحة وقوف من أسمتهم بـ "بعض الجهات السياسية التي تشيع على خصومها بأنهم زاروا إسرائيل من اجل إسقاطهم امام الرأي العام".

وأوضحت الموسوي في تصريحات لوكالة عين العراق المحلية أن "لجنة العلاقات الخارجية النيابية لا تعلم شيئاً بشأن زيارات المسؤولين العراقيين إلى إسرائيل"، مشيرة إلى أنّ "وزارة الخارجية هي الجهة التي من المفترض ان تسأل بهذا الصدد لكنها المسؤولة والمطلعة عن هكذا ملفات".

وأضافت الموسوي أنّ "بعض الجهات السياسية تشيع على خصومها بأنهم زاروا إسرائيل من اجل تسقيطهم امام الرأي العام"، لافتة إلى أنّ "وسائل الاعلام مطالبة بتوخي الحذر والدقة قبل ان تقوم بنقل بعض التقارير عن الصحف الصفراء".

وكانت صحيفة القدس العربي اللندنية نسبت للكاتب الإسرائيلي، إيدي كوهين، أن "أكثر من 20 مسؤولاً عراقياً زاروا إسرائيل سراً"، مبيناً أنه "لم يذكر أسماءهم لدواعٍ إعلامية".

وأضافت الصحيفة، أن الكاتب الإسرائيلي "أورد بعضاً من أسماء المسؤولين العراقيين، مثل مثال الآلوسي - وقد صرح بذلك علنا، وأحمد الجلبي (رئيس حزب المؤتمر الوطني السابق) زار إسرائيل عام 2007، إضافة إلى النائبة حنان الفتلاوي (رئيسة حركة إرادة) زارت إسرائيل عام 2010، والنائب مشعان الجبوري - عام 2009، وأثيل النجيفي (محافظ نينوى السابق) الذي زار إسرائيل عام 2008، فضلاً عن حسين الشهرستاني (زعيم تيار مستقلون) زار إسرائيل عام 2011". لكن رئيس "كتلة مستقلون" صادق اللبان، كذّب الخبر اليوم. 

وأوضح في تصريح لموقع "بغداد اليوم" أن "الخبر كاذب، وقد تكون هناك جهات بعثية وراء بث تلك الشائعات وربما هذه الصحف لها علاقات ببعض السياسيين واعداء العراق، وتحاول تسقيط الخصوم وخلق بلبلة في الساحة العراقية"، مبينًا ان "حسين الشهرستاني معروف بتوجهاته الوطنية وعدائه للكيان الصهيوني، فكيف يزوره؟"، حسب تعبيره.

وأضاف اللبان أن "سفر بعض المسؤولين إلى إسرائيل نسمع به من خلال وسائل الاعلام فقط، وليس هناك تأكيد رسمي على ذلك، ولو كانت هناك زيارة لأي مسؤول لاتخذت الدولة العراقية اجراء واضحاً ومناسباً تجاه تلك الشخصية".

متابعون للوضع السياسي العراقي تحدثوا لـ "إيلاف" عن دخول إسرائيل على خط الانتخابات العراقية المتوقعة منتصف شهر مايو 2018. ولاحظوا غياب أسماء ساسة كرد من القائمة الإسرائيلية، مع العلم أن زيارات عدد منهم، خاصة الخط السياسي الكردي الثاني، لم تتوقف منذ سنوات حسب هؤلاء المتابعين. 

وبينوا أن كتّاباً إسرائيليين قريبين من جهاز الموساد يخبرون أصدقاء افتراضيين عرباً لهم على مواقع التواصل الاجتماعي بهكذا معلومات غير دقيقة.

وضمن تطور ذي صلة كشفوا عن قرب زيارة وفد اعلامي عربي يضم مدونين من دول عربية، بينهم أكراد، لزيارة إسرائيل في شهر فبراير 2018 بشكل علني. وهم من دول المغرب ومصر واقليم كردستان العراقي والأحواز يقيمون بدول أوروبية.

ويشهد مطار بن غوريون الإسرائيلي والحدود الإسرائيلية الاردنية زيارات عراقيين، غالبيتهم من الديانة المسيحية، قادمين من دول أوروبية وأميركا وكندا حيث يقيمون منذ سنوات لكنها زيارات دينية كما يؤكدون ويطلبون عدم ختم جوازات سفرهم في بوابات الدخول الإسرائيلية خشية تعرضهم للمساءلة خلال زيارتهم للعراق.

وتعرضت الناشطة الايزيدية العراقية نادية مراد لانتقادات واسعة في العراق بعد زيارتها إسرائيل، ضمن جولة لها شملت عدة دول، واستضافتها في الكنيست منتصف شهر يوليو الماضي بعد تحررها من أسر داعش، الذي تعرضت له نساء وفتيات الأقلية الايزيدية في سنجار شمال العراق عام 2014.

يذكر أن الدستور العراقي لم يمنع السفر إلى إسرائيل، حسب الخبير القانوني العراقي الذي كان اوضح لوسائل إعلام عراقية بأنه منذ النظام السابق لم توجد مادة قانونية تمنع السفر اليها، وأشار إلى أنّ النظام السابق كان يستخدم في ختم الجواز عبارة "عدا الدول الممنوعة"، ولكن هذا الختم قد ازيل الان، ولا توجد أي دولة يُمنع السفر اليها بحسب القانون. 

ولايرتبط العراق باتفاقية سلام مع إسرائيل التي لما تزل في حكم البلد العدو لدى العراقيين، فقد تعرض عضو البرلمان في دورته السابقة رئيس حزب الأمة مثال الألوسي بعد زيارته لتل أبيب ومشاركته في أعمال المؤتمر الثامن الذي عقد في جامعة هرتسليا في سبتمبر 2008، للتشهير والضرب داخل البرالمان بسبب زيارته التي كانت علنية. وحينها صوت مجلس النواب بالإجماع لرفع الحصانة عنه واتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية عدوة، وهو ما دفعه إلى اتهام عدد من المسؤولين بزيارة إسرائيل سرًّا دون أن يذكر أسماءهم.