صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تجري الأجهزة الأمنية في مصر، تحريات أمنية مكثفة للتوصل إلى خلية تابعة لتنظيم داعش، تقف وراء الهجوم على كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان جنوب القاهرة، وتخطط لاستهداف المزيد من الكنائس. بينما حذر مرصد الأزهر، المعني بمتابعة ورصد شؤون الجماعات المتطرفة، من أن تنظيم داعش يخطط لشن هجمات على المزيد من الكنائس في مختلف أنحاء العالم تزامنًا مع الاحتفالات بأعياد الميلاد.

وبعد أن أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم على كنيسة في ضاحية حلوان جنوب القاهرة، تجري أجهزة الأمن في مصر تحريات مكثفة للوصول إلى أعضاء خلية تابعة للتنظيم تقف وراء الهجوم، وتخطط لتنفيذ المزيد من الهجمات على الكنائس في مصر.

وحصلت "إيلاف" على معلومات تفيد بأن الأجهزة الأمنية تتحفظ على منفذ العملية في أحد المستشفيات في الرعاية المركزة، بعد أن أصيب برصاصة في الساق من جانب ضابط شرطة، وتعدي المواطنين عليه، بعد سقوطه جريحًا في الشارع.

وحسب المعلومات فإن المشتبه به في حالة خطرة، وتنتظر الأجهزة الأمنية تماثله للشفاء، واستجوابه للوصول إلى بقية أفراد الخلية.

وكشفت وزارة الداخلية المصرية، تفاصيل التصدي للحادث الإرهابي الذي استهدف كنسية مارمينا بمنطقة حلوان، وأسفر عن استشهاد أمين شرطة و6 من مواطنين وإصابة 4 آخرين، مشيرة إلى أن منفذ الحادث أطلق عددًا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس، مما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين تواجدا داخل المحل، ونجاح القوات الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة ومحيطها في إصابة منفذ الحادث وضبطه وبحوزته السلاح الآلي المستخدم في الحادث وعبوة متفجرة محلية الصنع.

وقالت الداخلية المصرية، إن نتائج البحث عن تحديد هوية المنفذ، ويدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، مواليد 4/7/1984، عامل ألوميتال، له محل إقامة بشارع منشية السد حلوان القاهرة واتخاذه عددا من المناطق الزراعية بمحافظات الصعيد أوكاراً لاختبائه، من أبرز العناصر الإرهابية الهاربة والخطرة والذي تزعم العناصر المنفذة لحادث التعدي على مركبة (ميكروباص تابع لقسم شرطة حلوان عام 2016).

وأضافت أن "المتهم سبق قيامه منفرداً بتنفيذ عدة حوادث إرهابية على النحو التالي: حادث التعدي على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بني سويف مساء أمس 28 ديسمبر الجاري، والذي أسفر عن استشهاد عدد (3) من العاملين بالمنفذ (موضوع المحضر رقم 2/224 أحوال مركز شرطة الواسطى بتاريخ 29 الجاري)، نظراً لخلفياتهم العسكرية السابقة، حادث التعدي على أحد المقاهي بنطاق قرية العامرية بدائرة مركز العياط بتاريخ 23 ديسمبر الجاري، والذي أسفر عن مصرع عدد (3) أشخاص وإصابة (5) آخرين موضوع القضية رقم 5885/2017 إدارى العياط)، نظراً لقناعته بتكفير لعب «الطاولة» بالمقاهي، حادث التعدي على منفذ تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمي بنطاق مركز العياط بالجيزة بتاريخ «5» يوليو 2017 والذي أسفر عن استشهاد عدد (3) من العاملين بالمنفذ (موضوع القضية رقم «217/2017» إداري غرب القاهرة العسكرية)، نظراً لخلفياتهم العسكرية السابقة، حادث مقتل مواطن والاستيلاء على سيارته بمنطقة حلوان بالقاهرة بتاريخ 8 أغسطس 2016، موضوع القضية رقم 91501/2016 جنح حلوان".

وأوضحت الداخلية المصرية، أن نتائج الفحص الفني للسلاح المضبوط بحوزة الإرهابي المذكور عن تطابقه مع السلاح المستخدم في العمليات الإرهابية السابق الإشارة إليها، تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتوالى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات".

بينما قال الدكتور مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار أن "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين اجتمع في فندق ريتاج في اسطنبول الأسبوع الماضي، وتواصل مع عددا من قيادات تنظيم القاعدة وداعش لاستهداف الكنائس المصرية الصغيرة والغير معروفة"، على حدّ تعبيره.

وأضاف لـ"إيلاف" أن "حوادث استهداف الكنائس يقف وراؤها عقل مدبر ورئيسي وهو جهاز المخابرات الأميركية، ردا على الهزيمة الأمريكية في مجلس الأمن وانكشاف الخداع الأميركي أمام العالم".

وقال إن رغبة الكونغرس الأميركي فيسن قانون لفرض الرقابة والوصاية الدولية على الأقباط كأقليات لحمايتهم في مصر، وترديد ذلك خلال الصحف الأميركية، يفيد بأن المخابرات المركزية الأميركية أعطت الأوامر للإرهابيين لاستهداف الكنائس المصرية.

وفي السياق ذاته، حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من هجمات إرهابية محتملة توعد تنظيم داعش الإرهابي بشنها خلال الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة وذلك في عدد من دول العالم.

وأوضح المرصد أنه تابع التهديدات التي أطلقتها التنظيمات المتطرفة على منصاتها الإعلامية ومنتدياتها عبر شبكة الإنترنت والتي توعدت من خلالها عددًا من الدول على رأسها بلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا والفاتيكان.

وقال المرصد، إن تنظيم داعش بث عددًا متفرقًا من الرسائل عبر منتدياته وتطبيقاته المختلفة يهدد فيها باستهداف احتفالات عيد الميلاد والاحتفال باستقبال العام الجديد و"تحويل فرحة الاحتفال إلى حزن وقلق"، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش صور رجلًا يرتدي زيًا أسودًا ممسكًا بيده سكينًا ملطخة بالدماء مكتوب تحتها "قريبًا في أعيادكم".

ونوه مرصد الأزهر بأن التنظيم نشر صورًا تشير إلى عزمه استهداف الكاتدرائية الوطنية في واشنطن وبوابة براندنبورج في برلين، بل هدد التنظيم باستهداف الفاتيكان نفسه قائلًا "انتظرونا: موعدنا في الكريسماس".

ودعا مرصد الأزهر "كافة الدول إلى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للحيلولة دون بلوغ التنظيم أهدافه المبتغاه"، مشيرًا إلى أن "هذه التهديدات وما تهدف إليه من خراب ودمار ودماء هي مخالفة لرسالة الأديان السمحة القائمة على التعايش والإخاء". وشدد على أن "الإسلام لا يؤمن بأن الاختلاف في العقيدة سببٌ لقتل النفس التي حرمها الله وترويع الآمنين".