القاهرة: شهد عام 2017 تراجعًا كبيرًا في عدد الهجمات الإرهابية التي وقعت في مصر، لتصل إلى أقل من نصف عدد الهجمات التي وقعت في 2016.

فبحسب إحصائيات معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، وقع خلال الفترة الممتدة من يناير وحتى نهاية نوفمبر 2017 ما يقرب من 332 هجومًا إرهابيًا في مصر، مقارنة بـ807 هجمات إرهابية وقعت خلال 2016، ومنذ ديسمبر 2016 وحتى نوفمبر 2017، أودت الهجمات الإرهابية بحياة 507 من المدنيين.

وفقًا للتقرير، فإن العمليات الإرهابية في محافظة شمال سيناء وحدها قد أسفرت (منذ بداية العام وحتى نوفمبر 2017) عن مقتل ما لا يقل عن 396 مدنيًا و292 من قوات الأمن، بما يزيد عن عدد من قتلوا في شمال سيناء خلال العام 2016، والذين بلغ عددهم 446 فقط، ولا تزال الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية تستهدف قوات الأمن، 76% من الهجمات في محافظة شمال سيناء خلال العام 2017.

حوادث إرهابية

وحرصت الجماعات الإرهابية عام 2017، على ارتكاب أعنف الحوادث ضد المدنيين وقوات الجيش والشرطة، أبرزها تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية، والتي أسفرت عن مقتل 47 شخصًا، كما قامت الجماعات الإرهابية في مايو 2017 باستهداف حافلة كانت تُقل مسيحيين أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل غرب المنيا، والذي أودى بحياة 28 شخصًا، أيضًا الهجوم على دير سانت كاترين في إبريل 2017، حيث قتل عنصران من عناصر الأمن أثناء محاولة منع الهجوم، ويعتبر الهجوم على مسجد الروضة الذي وقع في شهر نوفمبر2017 وأودى بحياة 311 شخصًا هو الأعنف منذ أكتوبر 2013 وبداية ظهور تنظيم داعش والقاعدة. 

صراع داعشي

في السياق ذاته، فقد ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أنه من المتوقع أن يشهد عام 2018 عودة نشاط تنظيم "القاعدة" بعد أن تجاوزه وتفوق عليه تنظيم داعش في الجرائم لمدة تزيد على السنتين.

وأشار المرصد إلى أن تنظيم القاعدة يحتفظ بعناصر له في أفغانستان واليمن والصومال وغرب إفريقيا، وأنه من المحتمل أن تلتحق به بعض عناصر داعش الإرهابية الفارَّة من العراق وسوريا، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى في مزيج من التحالف والمواجهة، واختتم المرصد بأن عودة القاعدة وصراع داعش من المحتمل جدًّا أن ترافقهما عدة عمليات إرهابية ضخمة تُحدِث دويًّا إعلاميًّا تستهدفه التنظيمات الإرهابية على تنوعها، مما يستوجب ضرورة تكثيف التعاون بين كل الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب.

تراجع كبير

من جانبه، يرى محمد الفيومي خبير التخطيط الأمني ومكافحة الإرهاب، أن سقوط عدد كبير من قيادات تنظيم داعش أسهم في هدم جزء كبير من البنية التنظيمية لهذه الجماعة، مما ترتب على ذلك تراجعًا في العمليات الإرهابية داخل المحافظات وخاصة القاهرة، حيث نجحت قوات الأمن في إبطال العديد من العبوات الناسفة ضد المدنيين في الشوارع والميادين العامة.

 مشيرًا إلى أن حادث الهجوم على كنيسة حلوان كشف عن عشوائية تفكير وتخطيط الجماعات الإرهابية حاليًا، بعدما فقدت الكثير من الدعم المالي والإمداد العسكري من جانب الدول الداعمة للإرهاب.

وقال الدكتور الفيومي، لـ"إيلاف" :" إن تراجع العمليات الإرهابية لا يعني انتهاء الإرهاب في مصر على المدى القصير، حيث يتوقع قيام التنظيمات الإرهابية باستمرار الحوادث الإرهابية ضد الجيش والشرطة في سيناء وداخل المحافظات ".

مطالبًا بضرورة قيام قوات الأمن بشن ضربات استباقية ضد الجماعات الإرهابية كما حدث في الفترة الأخيرة، كما يجب تضامن الشعب مع الأجهزة الأمنية في الحرب ضد الإرهاب.

عشوائية التخطيط

من جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم مؤسس جماعة الجهاد في مصر: "إن حادث الاعتداء على كنيسة حلوان مؤخرًا كشف عن عشوائية التنظيمات الإرهابية في ارتكاب جرائمها، وعودتها إلى مرحلة البداية في عام 2013، وهذا يؤكد وجود حالة من التخبط الشديد داخل قيادات داعش وأنصارها، مما يشير إلى انحصار الإرهاب في مصر بشكل كبير".

وأكد لـ "إيلاف": "أن الجماعات الإرهابية تتواجد في مساحة 5% فقط من سيناء، وحاليًا تخوض القوات المسلحة حربًا شرسة ضدهم، ويتوقع القضاء على جميع التنظيمات الإرهابية في سيناء بنسبة 95 % خلال عام 2018".

وأوضح نعيم، أن الحرب على الإرهاب يتطلب الحد من أسباب استقطاب الجماعات الإرهابية للشباب، وذلك عن طريق تحسن الظروف الاقتصادية، والقضاء على البطالة المنتشرة بين الشباب، والعمل الجاد على تطوير الخطاب الديني.