يصر والد المتهم بتنفيذ هجوم متحف اللوفر في باريس على أن إبنه بريء من أي تهمة تحاول السلطات الفرنسية إلصاقها به لتبرير عنف استخدمته معه، مؤكدًا أن عائلته مسلمة ملتزمة تصلي وتصوم كأي مسلمين آخرين،&ولكن ليست لديها ميول "إرهابية".

&إيلاف - متابعة: تحسنت الحالة الصحية للرجل الذي كان يحمل سلاحًا أبيض، وأطلق عليه جندي فرنسي النار خارج متحف اللوفر، وبات ممكنًا استجوابه، بعدما نقل إلى مقر احتجاز رسمي، كما أكد مكتب الإدعاء في باريس السبت.

&أصرّ والد المشتبه فيه على أن "ابنه ليس متشددًا" وعزا اتهامه بالإرهاب من قبل السلطات الفرنسية إلى تبرير الأسلوب العنيف الذي استخدم ضده.

رواية تضليلية
والد المتهم المصري سخر من وصف ابنه بـ"الإرهابي"، قائلًا "هذا كلام فارغ". أضاف "هذه الرواية محاولة من جانب الفرنسيين للتغطية، حتى لا يعتذروا أو يبرروا أعمال الجندي الذي استعمل القوة العنيفة مع شاب عمره 29 سنة".

وأصيب المهاجم، وهو مصري، قالت مصادر أمنية إن اسمه عبد الله رضا الحماحمي (29 عامًا) بطلقات عدة في بطنه الجمعة بعد إقدامه على مهاجمة جنود بسلاح أبيض، فيما وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بـ"هجوم إرهابي".

وقال مسؤول في مكتب الإدعاء "لم تعد حياته في خطر". وأصيب جندي واحد بجروح طفيفة في الهجوم قرب مدخل المتحف الذي فتح أبوابه مجددًا أمام الجمهور السبت، بعدما أغلق بعد الحادث حتى نهاية يوم الجمعة. وذكرت الشرطة أن المهاجم كان يحمل أيضًا حقيبة على ظهره بداخلها بخاخ طلاء، لكن لم توجد فيها أية متفجرات.

اللواء رضا رفاعي الحماحمي، والد عبد الله، المتهم في افتعال هجوم متحف اللوفر في باريس، أكد "إننا عائلة ضد الإرهاب، بل وأبنائي يكافحون الإرهاب والفساد في مصر"، موضحًا أن "جميع أولاده في وظائف محترمة".

مؤمنون معتدلون
أضاف اللواء الحماحمي أن شقيق عبد الله الأكبر ضابط في الرقابة الإدارية، وشقيقه الثاني يعمل في دبي في وزارة الصحة، كمبرمج كمبيوتر في مجال التنمية البشرية. أما شقيقه الثالث فهو رائد في الأمن المركزي، وعمله في جنوب سيناء، وعبد الله هو أصغرهم سنًا، وحاصل على ليسانس حقوق.&

وأوضح قائلًا: "نحن عائلة طبيعية، نصلّي ونصوم، لكن مفيش جلابية قصيرة ولا بنطلون قصير، عائلة مصرية كأي أسرة، ونصلي في البيت أو المسجد".

تابع: "كنت أتابع التلفزيون، فوجدت اسم عبد الله تتم إذاعته، رغم أنه قبلها بدقائق كان أرسل إليّ صورته أمام متحف اللوفر وأمام برج إيفيل من بعيد، وما هي إلا لحظات عندما وصل إلى هناك، أطلقوا عليه النار. فقدت الوعي للحظات. لم أصدق ما يحدث أمامي، خاصة عندما أتأكد من كل القنوات أنه لم يتم العثور على أي مواد متفجرة معه".

أعزل بالكامل
وأضاف في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «ابني ليس إرهابيًا، وليس لديه أي انتماء سياسي. سافر إلى دبي للعمل في شركة محاماة منذ عامين وتعاقدات تجارية، ثم سافر إلى فرنسا من الإمارات في مأمورية عمل منذ يوم 26 ديسمبر الماضي، وكان مقررًا عودته إلى الإمارات السبت، وذهب الجمعة قبل أن يستعد للسفر لالتقاط صور بقرب برج إيفيل ومتحف اللوفر، وأرسل إلينا الصور قبل الحادث بدقائق».

وشدد على أن&«ابني لم تكن معه أية أسلحة، بدليل أنه مر من البوابات الإلكترونية، وتعدت عليه الشرطة الفرنسية بإطلاق النار، ولا نعرف ماذا حدث هناك، حتى وصل الأمر إلى ذلك».

وناشد السلطات المصرية الوقوف مع نجله والتحقيق في ما حدث معه في فرنسا قائلًا: «ابني كان يعيش حياه أسرية هادئة وهو متزوج، وعمله محترم، فكيف يتم اتهامه بالإرهاب» .

مقاضاة فرنسا
واتهم الشرطة الفرنسية بمحاولة قتل نجله بالخطأ، مؤكدًا أنه سيقاضي السلطات الفرنسية، ونافيًا الاتهامات الموجّهة إلى ابنه بارتكاب الهجوم على المتحف. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الحماحمي، المقيم في منطقة توريل الجديدة، في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، لعدد من الصحف والفضائيات المصرية، السبت.
&
وفي تصريحاته للصحف، أكد الحماحمي، أن ابنه مظلوم، وأنه لا ينتمي إلى تنظيم الدولة، أو أي جماعة سياسية. وأكد أن ابنه مسالم &يحب أسرته، يعيش حياة هادئة، ورزق بطفل اسمه يوسف، وزوجته منتقبة.. يلبس الجينز، ولديه لحية صغيرة، ولا يعتنق أي أفكار متطرفة".
&
أضاف: "عبد الله كان داخل المتحف يتفسح، ويحمل حقيبتين على ظهره، وطلب منه الأمن تفتيش الحقائب، فردَّ بأنه ليس فيها شيء، فقامت الشرطة الفرنسية بإطلاق النيران عليه، بزعم أنه كان معه سلاح حاد". وأشار إلى أن نجله ما زال على قيد الحياة، وأنه تم نقله إلى المستشفى، ومصاب بطلقتين في البطن.
&