واشنطن: حرص الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة على طمأنة طوكيو خلال استقباله في البيت الابيض رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مؤكدا التزام الولايات المتحدة "أمن" اليابان.&

وقال الرئيس الاميركي ان "العلاقة بين بلدينا والصداقة بين شعبينا عميقتان جدا. ان التحالف بين الولايات المتحدة واليابان هو حجر الزاوية من اجل السلام والاستقرار في منطقة المحيط الهادئ".

وآبي هو ثاني مسؤول اجنبي يستقبله ترامب بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ويزور واشنطن للحصول من ادارة ترامب على ضمانات في شأن مستقبل التحالف بين البلدين.

وكانت تصريحات ترامب خلال حملته عن احتمال اعادة النظر في الالتزام العسكري الاميركي في اليابان اثارت قلق طوكيو.

وراى ترامب ان الدفاع عن النفس ضد "الصاروخ الكوري الشمالي والتهديد النووي" لبيونغ يانغ على المنطقة يشكل "اولوية قصوى".

وفي بيان اصدره البيت الابيض لاحقا، اكد المسؤولان ان البند الخامس من المعاهدة الامنية الاميركية اليابانية ينطبق على جزر سينكاكاو المتنازع عليها بين طوكيو وبكين، معربين عن رفضهما "لاي عمل احادي يهدف الى منع ادارة اليابان لهذه الجزر".

في المقابل، قال ترامب امام رئيس الوزراء الياباني انه اجرى محادثة هاتفية "ودية للغاية" الخميس مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في اشارة الى اول اتصال هاتفي له مع الرئيس الصيني مساء الخميس والذي تعهد له فيه ان بلاده ستحترم مبدأ "الصين الواحدة".

وعلى الصعيد الاقتصادي، اكد ترامب "السعي الى علاقة تجارية حرة وعادلة وعلى قاعدة المعاملة بالمثل تكون لصالح بلدينا".

واكد المسؤول الياباني ان "النمو الهائل في منطقة اسيا المحيط الهادئ بهدف تطوير التبادل الحر والاستثمارات سيشكل فرصة هائلة لليابان والولايات المتحدة في آن واحد. بالتأكيد ينبغي ان يتم هذا الامر في شكل عادل".

وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان شهدت توترا اثر رفض ترامب اتفاقية الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ ورغبة الرئيس الاميركي في اعادة النظر في الالتزامات الدفاعية القائمة منذ زمن.

وقال آبي صباح الجمعة خلال كلمة ألقاها أمام غرفة التجارة الاميركية ان العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان استندت الى مبدأ "الربح المتعادل" مؤكدا أنه يريد اقامة "علاقة ثقة مع الرئيس الاميركي".

وقبل لقائه ترامب، قام آبي بزيارة المقبرة العسكرية الاميركية في ارلينغتون قرب واشنطن.

لزيارة آبي اصداء في التاريخ فقد سبق لجده رئيس الوزراء نوبوسوكي كيشي ان لعب الغولف مع الرئيس الاميركي دوايت آيزنهاور.

"غليان في آسيا"

وكان آبي صرح لصحافيين في المطار قبل مغادرته طوكيو "اريد ان اعقد قمة توجه رسالة بأن التحالف الاميركي الياباني سيتعزز اكثر مع الرئيس ترامب".

وتابع "سنعمل على تنمية اقتصادي البلدين اكثر بالاستناد الى قواعد التجارة الحرة والعادلة"، مشددا على انه يريد "تأكيد ذلك" مع ترامب.

يقول مايكل غرين من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية ان "ادارة ترامب وجّهت رسائل متناقضة حول العلاقة حتى الان".

ويضيف "بالنسبة الى آبي، اقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة أمر في غاية الاهمية بالنظر الى التهديد الذي تمثله البرامج النووية وبرامج الصواريخ البالستية لكوريا الشمالية بالاضافة الى تصاعد نفوذ الصين".

وغالبا ما أعربت اليابان في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن قلقها حيال استعداد الإدارة للتعامل مع بكين، بينما تعهد ترامب اتخاذ موقف اكثر تشددا.

وعلق كينيث ويستين وآرثر هيرمان من معهد هدسون ان "الولايات المتحدة واليابان تواجهان غليانا في آسيا وبيئة أمنية عالمية قد تكون الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة".

واضافا "التحديات الامنية في آسيا وحدها تشمل كوريا الشمالية، الدولة المارقة التي تتمتع بقدرة نووية متزايدة يمكن ان تهدد اليابان والولايات المتحدة على السواء، والمطالب الحدودية الصينية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي".