«إيلاف» من بغداد: في سابقة فريدة من نوعها، أسست مجموعة من الشباب العراقيين (اتحاد التاكسي العراقي)، لمساعدة سائقي الاجرة الذين تتعطل سياراتهم في الشوارع ليلا نهاراً، حيث يتحمل اعضاء الاتحاد تكاليف التصليح مهما كان ثمنها، فيما توسعت نشاطات الاتحاد الانسانية لتشمل التبرع بالدم للقوات الامنية.

وبعد اسابيع قليلة من اطلاق فكرة تأسيس إتحاد خاص بسائقي سيارات الاجرة (التاكسي)، اتسعت دائرة الاهتمام به والانتساب اليه من قبل سائقي التاكسي وتعداهم الى سيارات الخصوصي (الملاكي)، وأصبح للاتحاد شعار يلصق على السيارات.

ورغم ان الفكرة بدأت من أجل التسلية لكن نشاطات الاتحاد غدت عديدة واستحدث صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) جعل منها ساحته لعرض اهدافه التي تتمثل في مساعدة السائقين الذين تتعطل سياراتهم اينما كانوا لان القائمين على الاتحاد وضعوا في حسبانهم ان سيارة الاجرة التي يعمل عليها السائق هي المصدر الوحيد لعائلته وان اي عطل سيؤثر سلبا على معيشتها لا سيما ان تكاليف التصليح باهظة وان ما يحصل عليه السائق قليل جدا .

 ويؤكد اغلب الاعضاء ان الفكرة لا شبيه لها في العالم، والطريف ان اعداد المنضوين تحت لواء الاتحاد إزدادت لتصل الى اكثر من 100 الف شخص من مختلف محافظات العراق واصبحت لديهم نشاطات اجتماعية مختلفة من اهمها ما حدث قبل ايام حين نظم الاتحاد حملة للتبرع بالدم للقوات الامنية في بغداد شارك فيها المئات من اعضاء الاتحاد.

«صلح لي» خدمتنا المجانية 

وعلى صفحة الاتحاد على الفيس بوك هناك إعلان يوضح كيفية الاتصال لمن يحتاج المساعدة جاء فيه : «الكثير من السواقين تتعطل سياراتهم في الطريق سواء عطل بسيط او عطل معقد ويقف حائرا في الشارع من دون مساعدة، لذلك إن هذه الخدمة ومن خلال الارقام الثلاثة الموجود بأسفل الصورة إتصل وبين التالي (مكانك بالمضبوط + نوع العطل + نوع سيارتك ولونها + رقم تلفونك) ونحن بدورنا سننزل منشورا فوريا بالكروب بهذا الخصوص كي يذهب الاعضاء القريبون منك وان شاء الله لا يقصرون وهذه الارقام متوفرة على مدى 24 ساعة باليوم».

ملاحظة: من الآن خزن الصورة في موبايلك ربما تحتاج الارقام التي فيها في يوم ما واعمل مشاركة للمنشور حتى تفيد اصدقاءك ، (ملاحظة: معدل وقت منشورات التصليح التي نزلن، استغرقن بالمعدل 20 دقيقة وتم تصليحهن والحمد لله). 

 بدأت بهدف الترفيه

واكد مصطفى ابو الجود، احد مؤسسي الاتحاد، فخره بما تحقق كون الاتحاد ظاهرة لا مثيل لها، وقال لـ «إيلاف»: «الفكرة الاولى لتأسيس الاتحاد كانت بغرض الترفيه لصاحب التاكسي والهدف منه التعارف على السواقين من جميع انحاء العراق، وخصصنا لذلك صفحة على الفيس بوك لتكون المكان الذي يتجمع فيه من يريد الانتماء للاتحاد، وبالفعل تزايد العدد الذي جمعناه عن طريق حملاتنا وتجمعاتنا وعلاقاتنا الطيبة مع الناس وهذا فضل من رب العالمين».

واضاف: «بعد ذلك قمنا بتطوير الفكرة من التعارف الى مساعدة سائقي سيارات الاجرة (التاكسي) الذين تتعطل سياراتهم فجأة في الشوارع ، فنشرنا ملاحظاتنا وتوجيهاتنا بأن ينشر السائقون طلب المساعدة على الصفحة او يتصلوا عبرالهاتف من خلال رقمين وضعناهما في الصفحة وان يخبرونا بنوع العطل ومكانه، سواء في الليل او النهار وفي مختلف الاماكن حتى وان كان في مكان بعيد لا يصله احد، ومع الاعلان هذا نعلن للاعضاء ممن هو قريبون من المكان التوجه اليه للمساعدة، وقد نفذ الاعضاء العشرات من المساعدات بمختلف الاعطال والاماكن» 

وتابع: «السيارات التي تتعطل في المناطق البعيدة مثل اطراف بغداد او الطرق السريعة فننشر المنشور مع كلمة (يا الله) حتى يكون المنشور في اعلى الصفحة دائما، وحين يقرأ القريبون منها يتصلون بمدير الصفحة ويذهبون للمساعدة، اما نفقات تصليح العطل،مهما كان ثمنها، فتكون على حساب الاعضاء المتواجدين في المكان ليتشاركونها واحيانا تقع على عاتق شخص واحد، وهناك بعض اصحاب المهن يساعدوننا».

وأوضح: «هناك كلمة (بات باشا) وهي نوع من المزاح بين الاعضاء والتعرف عليهم من خلال ملصق الاتحاد على ظهر السيارة فيتم التقاط صور مفاجئة له ونشرها تحت مسمى (صيد).

 وتابع: «اما بالنسبة للشعارات فهي على حسابنا الخاص، وطموحاتنا هي ان نرسم البسمة على شفاه سائق التاكسي، ونحن نسعى حاليا الى تطوير الاتحاد اكثر، وفي النية اصدار هويات تعريفية للاعضاء في المستقبل .

 مساعدة اصحاب الدخل المحدود

من جانبه أثنى وهب محمد غازي، عضو الاتحاد، على الفكرة لانها انسانية وتساعد ذوي الدخل المحدود، وقال: «بالصدفة تعرفت على هذه المجموعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقتها كان عدد الاعضاء قليلًا جدا، وأعجبت بالفكرة كثيرا بعد ان عرفت ان الهدف منها مساعدة سائقي سيارات الاجرة (التاكسي) الذين تتعطل سياراتهم فجأة في الشوارع، واضاف: «مثلا اذا تعطلت احدى السيارات على طريق محمد القاسم السريع ليلا، حيث لا يوجد بيوت قريبة، وبالطبع لا يمكن للسيارات المارة من هناك التوقف طبقا للظرف الامني الذي يعيشه البلد، فإن سائقها يتصل بالمجموعة ويعطيهم عنوان مكان تعطل سيارته، فيقوم مدير الصفحة بنشر ذلك ليذهب اليه أقرب الأشخاص ويتم اصلاح عطل سيارته.

 وتابع: «ان اعضاء الاتحاد اسهموا في تبليط شارع في منطقة العامرية لانه مليء بالحفر التي تسبب الضرر للسيارات». واضاف: «هناك فكرة بأن يكون هناك صندوق لجمع التبرعات خاص بالاعضاء، من أجل تسديد تكلفة الاعطال الكبيرة مثل عطل المحرك والتبرعات ليست اجبارية وليس هناك مبلغ محدد والامر متروك للمتبرع».

اما نافع ابراهيم سائق السيارة الخاصة، فأكد ان الاتحاد هو أفضل منظمات المجتمع المدني في العراق، وقال: « كنت أتابع الاتحاد من خلال الفيس بوك ونالت استحساني المبادرات التي يقوم بها لخدمة سيارات التاكسي، ولانني كنت اعاني كثيرا عندما تتعطل سيارتي في الطريق العام او ينفد منها البنزين، فقد طلبت الانتماء الى الاتحاد بعد ان علمت انه يجوز لاصحاب السيارات الخاصة الانتماء الى الاتحاد والمهم ان تكون لدى السائق رغبة المساعدة».