الرباط: رغم كل الضربات التي تلقاها أمين عام حزب الاستقلال المغربي، حميد شباط، طيلة الأسابيع الماضية، سواء من طرف خصومه داخل الحزب أو خارجه، يبدو أن شباط غير مستعد لرفع الراية البيضاء والتراجع في مواجهته المفتوحة مع العديد من الأطراف والجهات حتى الآن.

وفي خروج إعلامي جديد، وجه أمين عام حزب الاستقلال، سهام نقده لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، حيث اتهمه بـ"استغلال ثروته في شراء بعض المواقع والصحف لمهاجمة حزب الاستقلال والنيل من قيادته"، مؤكدًا أن حزب الاستقلال "لن يقبل بذلك".

وأضاف شباط، في كلمة ألقاها مساء اليوم الأحد بالقنيطرة، في اللقاء الجهوي الثاني لحزب الاستقلال استعدادًا للمؤتمر الـ17 المزمع تنظيمه أواخر مارس المقبل ، مهاجمًا أخنوش، "هناك من بدأ السياسة منذ 20 يومًا وجاء يشترط على رئيس الحكومة منع مشاركة حزب الاستقلال فيها".

وواصل شباط هجومه القوي على رئيس حزب التجمع الوطني، حيث اتهمه بالوقوف وراء منع الحكومة تقديم الدعم المباشر للفقراء، بالإضافة إلى الاستفادة من دعم المواد الأساسية والـ13 مليار سنتيم ( 130 مليون دولار) المخصصة لدعم "غاز البوطان "، مؤكدًا أن من تربطه "مصلحة من المصالح مع الدولة ليس من حقه أن يحكم".

ولم يسلم حزب الأصالة والمعاصرة وأمينه العام إلياس العماري، من انتقادات شباط، حيث اعتبر أن المقاعد التي حصل عليها "الأصالة والمعاصرة" مشكوك فيها ، وغير صحيحة، وتهكم عليه قائلاً: "هناك من صدق نفسه أنه حصل على 102 مقعد، ونسي أنه اجتاز الامتحان لوحده ولم ينجح في الحصول على المرتبة الأولى".

وإمعاناً في انتقاداته لحزب الاصالة والمعاصرة وأمينه العام، اشار شباط الى سنة 2011 التي شهدت احتجاجات حركة 20 فبراير في اطار الربيع العربي، وقال هناك من "غادر البلاد لما جاءت 20 فبراير، وقضى شهرًا في باريس"، في إشارة إلى العماري الذي غادر البلاد بعدما رفع المحتجون والمتظاهرون صوره خلال المسيرات مطالبين برحيله.

وهاجم شباط في الكلمة ذاتها، ما سماها الأحزاب "الإدارية".

وقال انه باستثناء أربعة أحزاب سياسية وطنية "باقي الأحزاب الإدارية كلها كان هدف إنشائها هو فرملة التطور الديمقراطي بالبلاد"، داعيًا في الآن ذاته، إلى الكشف عن ثروات أمنائها العامين ومسؤوليها.

وتعهد شباط بتقديم الأدلة والحجج المطلوبة على ثروته التي خلقت ضجة في الساحة الوطنية، للجنة التأديبية في حزب الاستقلال للنظر فيها، مشددًا على أنه إذا ضبط عليه أي خرق أو شبهة "فلن أترشح للمنافسة على الأمانة العامة في المؤتمر المقبل".

وفيما اعتبر عتابًا لرئيس الحكومة المكلف، قال شباط، "لم نقرر الدخول في الحكومة لسواد عيون السيد ابن كيران، قررنا الدخول لحماية الديمقراطية وحماية أصوات الشعب".

وأضاف "لم نقرر الدخول لأننا نريد رئاسة مجلس النواب، وأتحدى أن يخرج أحد ويعلن هذا للرأي العام ويقسم على ذلك"، وأشار إلى أن تدبير المرحلة "كان من الممكن أن يكون أحسن من حالة الانتظار التي نعيشها".

واسترسل شباط في حديثه قائلاً: "نحن نصبر لأن ثقتنا كبيرة في الملك محمد السادس بأنه سيعيد الأمور إلى نصابها"، وزاد في رسالة مشفرة إلى من يستهدفونه، "مازلنا في الأمور الاجتماعية، وهناك أمور أكبر يمكن أن نتحدث فيها"، وهو ما يمثل تهديدًا مبطنًا من &شباط بكشف معطيات وحقائق تغيب عن الرأي العام الوطني.

يذكر أن الأمين العام لحزب الاستقلال، أعلن أنه سيؤطر عدداً من التجمعات واللقاءات الحزبية بمختلف جهات المملكة، وذلك في إطار التعبئة والاستعداد لمحطة المؤتمر الـ17 الذي سينعقد أواخر الشهر المقبل، وسط ارتفاع أصوات من داخل الحزب، من ضمنها قيادات تاريخية تطالب بتنحيه، فيما يرفض هو ذلك.&