عقد السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، محادثات مع الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي وصل الى مسقط اليوم الأربعاء، في زيارة لساعات تتلوها زيارة لدولة الكويت، في محاولة لتحسين العلاقات مع دول الجوار الخليجي التي شهدت توترًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.

إيلاف: قالت المصادر الرسمية العمانية إن القمة تهدف لتعزيز التعاون الثنائي بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحرصًا من قيادتي البلدين على الارتـقاء به إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العُماني والإيراني الصديقين.

يذكر أن السلطان قابوس بن سعيد كان زار طهران في اغسطس العام 2013، وحينها قالت مصادر دبلوماسية إن الزيارة تهدف للوساطة بين واشنطن وطهران.

وزيارة سلطان عمان إلى إيران هي الثانية له بعد الثورة، وكان زار إيران في العام 2009، والتقى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. كما كان السلطان قابوس زار إيران في فترة حكم الشاه قبل ثورة عام 1979 التي أطاحت بالأخير.

&

فهد بن محمود آل سعيد في استقبال روحاني في المطار&

&

كما كان الرئيس الايراني حسن روحاني زار مسقط عمان التي تعتبر الاقرب الى طهران من بين دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة لتحسين العلاقات مع الجيران الخليجيين في مارس 2014 لمدة يومين.

تصريحات روحاني
وقال الرئيس الإيراني في تصريحات قبل توجهه إلى مسقط إن زيارته هذه تأتي تلبية لدعوة رسمية من سلطان عمان وأمير الكويت. واضاف أن محادثاته خلال زيارته هذه ستركز على القضايا الاقليمية بما فيها التطورات في العراق وسوريا واليمن ودور سلطنة عمان والكويت البارز في حقن الدماء باليمن.

وقال الرئيس الإيراني: "إن دول المنطقة لطالما عاشت جنبًا الى جنب وأن أي سوء فهم يمكن تسويته بالحوار. واوضح أن الدول الست في منطقة الخليج (الفارسي) قامت في الاونة الاخيرة بإيصال رسالة لنا عبر الكويت بشأن حل سوء الفهم ورفع مستوى العلاقات، ونحن رحبنا بمبدأ الرسالة، وسيتم، خلال زيارة اثنتين من الدول الاعضاء في مجلس التعاون، تبادل وجهات النظر في هذا المجال".

الشؤون الداخلية
وأكد روحاني "أن سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية قائمة على حسن الجوار وضمان الامن في منطقة الخليج (الفارسي)، وأن ايران لم ولن تفكر بتاتًا بأي اعتداء على أحد أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، كما انها لا تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين، وان سياستنا طالما كانت قائمة على التعاون المشترك مع الاصدقاء والدول الاسلامية".

وتابع: "نحن أعلنا دومًا أن دول الخليج (الفارسي) هي المسؤولة عن ضمان الامن في هذه المنطقة، من حيث إن دول المنطقة تتمتع بالوعي والنضج الكافيين وقادرة على ضمان الامن بنفسها".

تفكير بالوحدة
واضاف الرئيس الإيراني "أنه لا بد أن نفكر بالوحدة اكثر من أي وقت آخر، ونعمل على سد الفجوة المزيفة التي اوجدتها القوى الكبرى بين المسلمين السنة والشيعة، من حيث إن التعايش السلمي طالما كان قائمًا بين الشيعة والسنة على مر قرون".

وشدد الرئيس روحاني "على أن الرهاب من ايران و التخويف من الشيعة والجيران& كلها من صنيعة الاجانب، وأن دول المنطقة طالما عاشت جنبًا الى جنب وأن أي سوء فهم يمكن تسويته بالحوار وأن ايران دعت دوماً الى الارتقاء بمستوى العلاقات وارساء اسس الامن والاستقرار والوحدة والامن بالمنطقة".

واضاف: "هناك ارضيات عديدة لتوسيع العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول منطقة الخليج الفارسي، وان تطوير التعاون الثنائي سيكون أحد اهم محاور المباحثات خلال هذه الزيارة".

وفد كبير
ويرافق الرئيس الإيراني وفد رسمي يضم كلًّا من: الدكتور محمد جواد ظريف وزير الشـؤون الخارجية، والدكتور محمد نهاونديان رئيس مكتب رئيس الجمهورية، والمهندس محمد رضا نعـمت زاده وزير الصناعة والمعادن والتجارة، والدكتور ولي إله سيف رئيس البنك المركزي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحسام الدين اشنا المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، وحميد أبو طالبي نائب رئيس مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، وحسين جابر أنصاري نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وبهمن حسين بور رئيـس المراسم برئاسة الجمهورية، وبرويز إسماعيلي نائب رئيس مكتب رئيس الجمهورية للعلاقات والإعلام، ومحمد توتو نجي القائم بالأعمال بسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مسقط، وغلام رضا شافعي رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية.